responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد المؤلف : أبو طالب المكي    الجزء : 1  صفحة : 36
ساجدات ذاكرات والمؤمن الحي عن ربه معرض ذو غفلات، ثم ليصلّ قبل صلاة العصر أربعاً ويغتنم الصلاة بين الأذان والإقامة كما ذكرنا آنفاً فإنها ساعة مرجوة فيها الإجابة فإذا دخل وقت العصر دخل العبد في الورد السادس من النهار وقد أقسم الله عزّ وجلّ به في قوله: (وَالْعَصْرِ) العصر: 1، وهذا أحد المعنيين في الآية وهو أحد الوجهين من الوقت في الآصال الذي ذكره الله عزّ وجلّ، وهو العشي الذي ذكر الله عزّ وجلّ التسبيح فيه والتنزيه والحمد له فقال: (وَعَشِيّّاً وَحينَ تُظْهِرُونَ) الروم: 18، وقال بالعشي والإشراق وليس في هذا الورد صلاة إلا ما كان بين الأذانين ثم ينتقل بعد العصر فيما شاء من ذكر أو فكر من أعمال القلوب والجوارح فيما فرض عليه أو ندب إليه، وأفضل ذلك تلاوة القرآن بتدبر وترتيل وتفهّم وحسن تأويل، فإذا اصفرّت الشمس ومات حرها وارتفعت إلى أطراف الجدر ورؤوس الشجر فكانت مثلها حين تطلع دخل في الورد السابع من النهار، فهذا للتسبيح والذكر والتلاوة والاستغفار إلى
غروب الشمس، ومن أفضل ما قيل في هذا الوقت وفي مثله من أول النهار أن يقال: أستغفر الله لذنبي وسبحان الله بحمد ربي، لجمعه بين الاستغفار والتسبيح في الكلام بلفظ الأمر بهما في القرآن لقوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ) غافر: 55، وإن قال أستغفر الله الحي القيوم وأسأله التوبة سبحان الله العظيم وبحمده، فقد جاء فضل ذلك في الأثر والأفضل الاستغفار على الأسماء كما في القرآن مثل أن يقول أستغفر الله إنّه كان غفّاراً أستغفر الله إنّه كان تواباً أستغفر الله إنّ الله غفور، أستغفر اللّّه التّواب الرحيم رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين، فاغفر لنا وارحمنا، وأنت خير الغافرين، وهذا الورد في الفضل مثل الورد الأول من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وهو المساء الذي ذكر الله تعالى التنزيه فيه فقال: (فَسُبْحَانَ الله حينَ تُمْسُونَ وَحينَ تُصْبِحُونَ) الروم: 71، أي سبحوا الله عزّ وجلّ، فأقام الاسم مقام الفعل وهو الطرف الثاني من النهار الذي أمر الله عزّ وجلّ فيه بالتسبيح بقوله عزّ وجلّ: (فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) طه: 130، ويستحب أن يقرأ قبل غروب الشمس (وَالشمْسِ وَضُحَاهَا) الشمس: 1 (وَالليلِ إذَا يَغْشَى) الليل: 1 والمعوّذتين وأن تغرب الشمس عليه وهو في الاستغفار فذلك مما أمر به في هذا الوقت من الأذكار، وكل ما يستحب من التسبيح والحمد والدعاء والذكر في أوّل النهار قبل طلوع الشمس فإنه يستحب في هذا الورد قبل غروب الشمس لأن الله تعالى قرنهما في الذكر فقال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الّشمْسِ وَقَبْلَ غُرُوِبهَا) طه: 031، وقال تعالى: (وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) طه: 031، وقال تعالى: (بالْعشِيِّ وَالإبْكَارِ) غافر: 55، وقال تعالى: (قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ، (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ) (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ) الفلق: 1 - 2 - 3،

اسم الکتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد المؤلف : أبو طالب المكي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست