اسم الکتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد المؤلف : أبو طالب المكي الجزء : 1 صفحة : 129
بعد قتله في المنام فقيل له: ما أفضل ما رأيت هناك من الأعمال؟ فقال: رأيت تسبيحات أبي المعتمر من اللَّه عزّ وجلّ بمكان، فأما هذان الفصلان من تمجيد الرب سبحانه وتعالى نفسه، وتسبيحات أبي المعتمر فقد ذكرناهما في أوّل الكتاب فيما اخترنا من الأدعية المختارة بعد صلاة الغداة وقبل غروب الشمس في كل يوم فاستثقلنا إعادتها ههنا، وأما الفصلان الآخران فنحن ذاكروهما.
ذكر دعاء إدريس النبي
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حدثنا الحسن بن يحيى الشاهد: حدثنا القاسم بن داود القراطيسي حدثنا عبد اللَّه بن محمد القرشي حدثنا محمد بن سعيد المؤذن حدثنا سلام الطويل عن الحسن البصري قال: لما بعث الله عزّ وجلّ إدريس إلى قومه علّمه هذه الأسماء فأوحى اللَّه إليه: قلهنّ سراً في نفسك ولا تبدهنّ للقوم فيدعوني بهنّ، قال: وبهن دعا، فرفعه اللَّه عزّ وجلّ مكاناً علياً ثم علّمهن اللَّه عزّ وجلّ موسى عليه السلام ثم علّمهن اللَّه عزّ وجلّ محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبهن دعا في غزوة الأحزاب قال الحسن: وكنت مستخفياً من الحجاج فدعوت اللَّه بهنّ فحبسه عني ولقد دخل عليَّ ست مرات فأدعو اللَّه بهن فأخذ اللَّه عزّ وجلّ بأبصارهم عني فادع اللَّه عزّ وجلّ بهنّ لالتماس المغفرة لجميع الذنوب ثم سل حاجتك من أمر آخرتك ودنياك فإنك تعطاه إن شاء اللَّه تعالى فإنهن أربعون اسماً عدد أيام التوبة سبحانك لا إله إلاأنت، يا رب كل شيء، ووارثه، ورازقه، وراحمه، يا إله الآلهة، الرفيع جلاله، يا اللَّه المحمود في كل فعاله، يا رحمن كل شيء وراحمه، ياحي حين لا حيّ في ديمومة ملكه وبقائه، يا قيوم فلا يفوت شيء من علمه ولايؤده، ياواحد، الباقي في أول كل شيء وآخره، يا دائم فلا فناء ولا زوال لملكه، ياصمد من غير شبيه ولا شيء كمثله، يا بارىء فلا شئ كفؤه ولا مكان لوصفه، يا كبير أنت الذي لا تهتدي القلوب لوصف عظمته، يابارئ النفوس بلامثال خلا من غيره، يا زاكي الطاهر من كل آفة تقدسه، يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله، يانقياً من كل جور لم يرضه ولم يخالطه فعاله، ياحنان أنت الذي وسعت كل شيء رحمة وعلماً، يا ذا الإحسان قد عمّ كل الخلائق منه، يا ديان العباد كل يقوم خاضعاً لرهبته، يا خالق من في السموات والأرض وكل إليه معاده، يا رحيم كل صريخ ومكروب وغياثه ومعاده، يا تام فلاتصف الألسن كل جلال ملكه وعزه، يا مبدع البدائع لم يبلغ في إنشائها عوناً من خلقه، يا علاّم الغيوب فلا يفوته شيء من خلقه ولا يؤده، يا حليم ذا الأناة فلا يعادله شيء من خلقه، يا معيد ما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته، ياحميد الفعال ذا المنّ على جميع خلقه بلطفه، يا عزيز المنيع الغالب على أمره فلا شيء يعادله، يا قاهر ذا البطش الشديد أنت الذي لا يطاق انتقامه، يا قريب المتعالي فوق كل شيء علو ارتفاعه، يا مذلّ كل جبار عنيد بقهر عزيز سلطانه، يانور كل شيء وهداه، أنت الذي فلق الظلمات بنوره،
اسم الکتاب : قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد المؤلف : أبو طالب المكي الجزء : 1 صفحة : 129