responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 81
وحفظه القرب منه سبحانه.
جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه قال: "لقد أتى علينا حينٌ وما نرى أنَّ أحدًا يتعلّم القرآن يريد به إلاّ الله عز وجل، فلمّا كان هاهنا بأخرةٍ خشيتُ أنَّ رجالاً يتعلّمونه يريدون به النّاس وما عندهم فأريدوا اللهَ بقراءتكم وأعمالكم".
ومن هذه الآداب: أن يتخلّق بأخلاق القرآن الشريفة، ويتأدّب بآدابه الكريمة، ويجعل القرآن ربيعًا لقلبه يعمر به ما خرِب من قلبه، ويصلح به ما فسد منه، يؤدّب نفسه بالقرآن ويصلح به حاله ويقوّي به إيمانه، يقول الله تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [1].
فحاملُ القرآن يجعل القرآن دليله إلى كلِّ خير، ورائده إلى كلِّ خُلُقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظًا لجميع جوارحه عمّا نهى الله عنه، إن مشى مشى بعلم، وإن قعد قعد بعلم، وإن تكلّم تكلّم بعلم، وإن شرب شرب بعلم، وإن أكل أكل بعلم، يتصفّح القرآن ويقرؤه ليؤدّب نفسه، وليهذّب به سلوكه، وليزيّن به عمله، وليقوِّيَ به إيمانه.
لهذا أُنزل القرآن الكريم، ولم ينزل للقراءة والتّلاوة فقط بدون العلم والعمل، قال الفضيل رحمه الله: "إنّما أنزل القرآن ليعمل به فاتّخذ النّاس قراءته عملاً"[2].

[1] سورة طه، الآية: (124، 125) .
[2] رواه الآجري في أخلاق حملة القرآن (ص:43) .
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست