7/ تنوّع الأدلّة الدّالة على فضل الذِكر
مرّ معنا فضيلةُ الذِّكر وعظيمُ أجره، وبيان ما أعدّه الله لأهله من جميل الثّواب، وكريم المآب، وحُسن العاقبة، وهناءة العيش، ومرّ معنا شيءٌ يسيرٌ من فوائده العطِرة، وثماره الكريمة اليانعة، وعواقبه الحميدة في الدنيا والآخرة.
ولمّا كان الذِّكر بهذه المنزلة الرّفيعة والدّرجة العالية، فإنّ دلالات النصوص المبيِّنة لفضله جاءت متنوِّعة، وكان مجيئه في القرآن الكريم على وجوه كثيرة، وهي بمجموعها وأفرادها تدلُّ على عظيم شأن الذِّكر وجليل قدره.
وقد ذكر الإمام ابن القيِّم رحمه الله في كتابه مدارج السّالكين[1]: أنَّ الذِّكر ورد في القرآن الكريم على عشرة أوجه، ذكرها مجملة، ثمّ أورد بعد ذلك تفصيلها. قال رحمه الله:
الأوّل: الأمرُ به مطلقاً ومقيّداً.
الثاني: النّهي عن ضدّه من الغفلة والنسيان.
الثالث: تعليق الفلاح باستدامته وكثرته.
الرّابع: الثناء على أهله، والإخبار بما أعدّ الله لهم من الجنّة والمغفرة.
الخامس: الإخبار عن خسران من لها عنه بغيره.
السادس: أنّه سبحانه جعل ذكره لهم جزاءً لذكرهم له.
السابع: الإخبار بأنّه أكبرُ من كلِّ شيء. [1] انظره (2/424 وما بعدها) .