responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 31
فليختر العبدُ أعجبهما إليه، وأولاهما به، والذَّاكر يسعد به جليسه بخلاف الغافل واللاغي فإنّه يشقى به جليسه ويتضرّر[1].
ومجالسُ الذِّكر تُؤمِّنُ العبدَ من الحسرة والنّدامة يوم القيامة، بخلاف مجالس اللهو والغفلة، فإنَّها تكون على صاحبها حسرةٌ وندامةٌ يوم القيامة، فقد روى أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قعدَ مقعدًا لم يذكُر اللهَ تعالى فيه، كانت عليه من اللهِ تعالى تِرَةٌ، ومن اضطجع مضطجعًا لا يذكر اللهَ فيه كانت عليه من الله تعالى تِرَة"[2]، أي: نقصٌ وتبعةٌ وحسرةٌ.
ومن شرَف مجالس الذِّكر وعلوِّ مكانها عند الله، أنَّ الله عز وجل يُباهي بالذَّاكرين ملائكته، كما روى مسلمٌ في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري قال: خرج معاويةُ على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكرُ اللهَ تعالى. قال: آللهِ ما أجلسكم إلاّ ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلاّ ذاك، قال: أما إنّي لم أستحْلِفْكم تُهمَةً لكم، وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلَّ عنه حديثًا منّي، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجلسكم؟ "، قالوا: جلسنا نذكرُ اللهَ تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا. قال: "آللهِ ما أجلسكم إلاّ ذاك؟ "، قالوا: والله ما أجلسنا إلاّ ذاك، قال: "أما إنّي لم أستحْلِفْكم تُهمَةً لكم، ولكنَّه أتاني جبريل فأخبرني أنَّ الله تبارك يُباهي بكم الملائكة"[3].

[1] سنن الترمذي (رقم:) ، وسنن ابن ماجه (رقم:3793) ، ومستدرك الحاكم (1/495) .
[1] انظر: الوابل الصيب لابن القيم (ص:146 ـ 148) .
[2] سنن أبي داود (رقم:4856) ، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (رقم:87) .
[3] صحيح مسلم (رقم:2701) .
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست