responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 273
تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [1]، والنصوصُ في هذا المعنى كثيرةٌ جداًّ.
ثمَّ إنَّ الشكر هو سبيلُ رُسُل الله وأنبيائه أخصِّ خلق الله وأقربِهم إليه صلواتُ الله وسلامُه عليهم أجمعين.
فقد أثنى الله سبحانه على أوَّل رسولٍ بعثه إلى أهل الأرض بالشكر، فقال تعالى: {ذُرِيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [2]، وفي تخصيص نوحٍ ها هنا بالذِّكر وخطابِ العباد بأنَّهم ذريَّتُه إشارةٌ إلى الاقتداء به، فإنَّه أبوهم الثاني، فإنَّ الله تعالى لم يجعل للخلق بعد الغرَق نسلاً إلاّ من ذريّته، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِيَّتَهُ هُمُ البَاقِينَ} [3]، فأمر الذريّةَ أنْ يتشبّهوا بأبيهم في الشكر فإنَّه كان عبداً شكوراً.
وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم بشكر نعمه فقال: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [4]، فأخبر عنه سبحانه بأنَّه أمَّةٌ، أي: قدوةٌ يؤتمُّ به في الخير، وأنَّه قانتٌ لله، والقانتُ هو المطيع المقيم على طاعته، والحنيفُ هو المقبلُ على الله المعرضُ عمَّا سواهُ، ثمَّ ختم له هذه الصفات بأنَّه شاكرٌ لأنعُمِه، فجعل الشكرَ غايةَ خليله عليه السلام.
وأمر سبحانه وتعالى عبدَه موسى عليه السلام أنْ يتلقّى ما آتاه من النبوّة

[1] سورة النحل، الآية (14) .
[2] سورة الإسراء، الآية (3) .
[3] سورة الصافات، الآية (77) .
[4] سورة النحل، الآية (120،121) .
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست