إلى آخر الحديث[1]. وروى مسلمٌ في صحيحه عن عبد الله بن عمر قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجلٌ: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكرةً وأصيلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن القائل كذا وكذا؟ " فقال رجل من القوم: أنا قلتُها يا رسول الله. قال: "عجبتُ لها فُتحت لها أبواب السماء"، قال ابن عمر: فما تركتها منذ سمعت رسول الله يقولهنَّ[2].
ـ ومن المواطن التي يتأكّد فيها الحمد حمدُ الله في ابتداء الخُطب والدروس، وفي ابتداء الكتب المصنّفة ونحوِ ذلك، روى أهل السنن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خُطبةَ الحاجة: "الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلّ فلا هادي له"[3]، ويُستحبّ البدء به في تعليم الناس وفي الخطب سواءً كانت خطبةَ نكاح أو خطبةَ جمعة أو غيرهما.
كما يُستحبُّ الحمد عند حصول نعمة أو اندفاع مكروه، سواءً حصل ذلك للحامِد نفسه أو لقريبه أو لصاحبه أو للمسلمين، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أُتي [1] صحيح البخاري (رقم:1120) ، وصحيح مسلم (رقم:769) . [2] صحيح مسلم (رقم:601) . [3] سنن النسائي (6/89) ، وسنن الترمذي (رقم:1105) ، وسنن أبي داود (رقم:2118) ، وسنن ابن ماجه (1892) ، وانظر في تخريج الحديث والكلام عليه
"خطبة الحاجة" للألباني حفظه الله.