يثني به عليه خلقُه، فله الحمد أولاً وآخراً حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه كما ينبغي لكرم وجهه وعِزّ جلاله ورفيع مجده وعلوّ جدّه"[1].
وهو سبحانه كما أنَّه محمودٌ على أسمائه وصفاته فهو محمودٌ على فضله وعطائه ونعمائه لما له على عباده "من جزيل مواهبه، وسعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميل صنائعه، وحسن معاملته لعباده، وسعة رحمته لهم، وبرّه ولطفه وحنانه، وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ورحمته للعالمين، وابتدائه بالنعم قبل السؤال"، إلى غير ذلك من نعمه وعطائه، وأهمّ ذلك وأعظمه "هدايته خاصَّتَه وعبادَه إلى سبيل دار السلام، ومدافعته عنهم أحسن الدفاع، وحمايتهم عن مراتع الآثام، وحبّب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وجعلهم من الراشدين"[2].
فالحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه، كما يحب ربّنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعِزّ جلاله، حمداً يملأ السموات والأرض وما بينهما، وما شاء ربنا من شيء بعد، بمجامع حمده كلّها، ما علمنا منها وما لم نعلم، على نعمِه كلّها ما علمنا منها وما لم نعلم، عدد ما حمده الحامدون، وغفل عن ذكره الغافلون، وعدد ما جرى به قلمه، وأحصاه كتابه، وأحاط به علمه. [1] انظر: طريق الهجرتين لابن القيّم (ص:220،230) . [2] انظر: طريق الهجرتين لابن القيّم (ص:231) .