responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 136
منه لتحقيق قول الله: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [1] فدعاء الله بأسمائه الذي أمر الله به في هذه الآية إنَّما يكون ويتحقق إذا علم الداعي معاني هذه الأسماء التي دعا الله بها، فإن لم يكن عالماً بمعانيها فإنَّه يجعل في دعائه الاسم في غير موطنه كأن يختم طلب الرحمة باسم العذاب أو العكس، فيظهر التنافر في الكلام وعدمُ الانتظام، ومن يتدبرّ الأدعية الواردة في القرآن أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم يجد أنَّه ما من دعاء منها يختم بشيءٍ من أسماء الله الحسنى إلا ويكون في ذلك الاسم ارتباطٌ وتناسبٌ مع الدعاء المطلوب كقوله تعالى: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ} [2]، وقوله: {رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [3]، وقوله: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ} [4]، ونحو ذلك من الآيات.
ثم إنَّ دعاء الله بأسمائه يتناول دعاء المسألة ودعاء الثناء ودعاء التعبّد، وفي بيان ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: "وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظِّهم من عبوديّتها، وهو سبحانه يحبّ موجب أسمائه وصفاته، فهو عليمٌ يحب كلَّ عليم، وجوادٌ يحب كلَّ جواد، وِترٌ يحب الوتر، جميلٌ يحب الجمال، عَفُوٌّ يحب العفو وأهله، حَيِيٌّ يحبُّ الحياء وأهله، برٌّ يحب

[1] سورة الأعراف، الآية: (180) .
[2] سورة البقرة، الآية: (127) .
[3] سورة المؤمنون، الآية: (109) .
[4] سورة الأعراف، الآية: (89) .
اسم الکتاب : فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست