اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 45
كل منهم صاحبه من المسلمين يريد أن يفتك به، ولكن المسلمين كانوا على حذر، فأجهز كل منهم على عدوه، إلا ما كان من رجل منهم فر عائداً إلى خيبر يحمل لقومه خبر أصحابهم ونتائج غدرهم.
وأما الركب المسلم فقد أفاق من مفاجأة الحادث الذي تتابعت فصوله بسرعة عجيبة، وانتهت أحداثه بسرعة أعجب، فتفقدوا أنفسهم وحمدوا ربهم على نجاتهم وتعجبوا من أولئك الذين لا يقرون بوعد ولا يفون بعهد، إنه الحقد الذي امتلأت به قلوبهم فلم يعد فيها متسع لشيء سواه!
قال واحد من الركب المسلم: لقد أصبح حقد اليهود على الاسلام وأهله جبلة لهم لا تفارقهم أبد الدهر، فهم العدو لهذا الدين ما تعاقب الليل والنهار.
قال آخر: بل إن صفة الغدر تأبى أن تغادر يهود، وإلا فما الذي دفع هؤلاء إلى ما فعلوا، وهم ذاهبون إلى رسول الله بالأمان الذي أعطينا؟ !
قال ثالث: الحمد لله إذ لم يصب أحد منا، وقد قضينا على رأس من رؤوسهم، ولا أظنهم الآن إلا والخوف يملأ قلوبهم، وإني لأتخيلهم وقد أغلقوا على أنفسهم حصونهم، والرعب يخيل اليهم أنهم في العراء، لا يقيهم حصن ولا
اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 45