اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 34
الباب. وانزوى عبد الله بن عتيك يراقبه، ها هو ذا يغلق الباب بالمفتاح الضخم وها هو ذا يعلقه في زاوية بجانب الحائط بعيدة عن الانظار. . وها هو ذا ينصرف إلى بيته، إنه موعد تناول العشاء، وسوف يعود بعدها إلى مكانه من الباب. . .
سارع ابن عتيك إلى المفتاح فانتزعه من مكانه، وبخفة أداره في قفل الباب، ثم شقه شقاً خفيفاً، وأرسل إشارته إلى صحبه فأسرعوا بالدخول وأسرع هو إلى الباب فأغلقه، وأعاد المفتاح إلى مكانه!
كانت الأصوات في الحصن تدل على أن أهله لا يزالون أيقاظاً، فاتخذ الفدائيون الصحابة ركناً من الحصن يتوارون فيه بانتظار رقدة القوم. ولبثوا في مكمنهم إلى منتصف الليل، ولما سكنت الأصوات واطمأنوا إلى هجعة القوم قاموا من مكمنهم وتقدموا إلى هدفهم، أبي رافع سلام ابن أبي الحقيق الذي يرقد في القصر الذي يقابلهم.
كانت غرفته في علية بالقصر، يصعد إليها بدرج متعرج يمر على غرف متعددة. فحرص الفدائيون على أن لا يحدثوا نأمة [1] ، فتتابعوا يصعدون الدرج بخفة وسرعة، وعندما وصلوا غرفة الطاغية تنبهت امرأته فتقدم منها واحد من [1] النأمة: الصوت الضعيف الخفي.
اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 34