responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب المؤلف : السفاريني    الجزء : 1  صفحة : 96
قُلْ لِمَنْ جَاءَ سَائِلًا عَنْ لِحَاظٍ ... هُنَّ يَلْعَبْنَ فِي دَمِ الْعُشَّاقِ
مَا عَلَى السَّيْفِ فِي الْوَرَى مِنْ جُنَاحٍ ... إنْ ثُنِيَ الْحَدُّ عَنْ دَمٍ مِهْرَاقٍ
وَسُيُوفُ اللِّحَاظِ أَوْلَى بِأَنْ نَصْفَحَ ... عَمَّا جَنَتْ عَلَى الْعُشَّاقِ
إنَّمَا كُلُّ مَنْ قَتَلْنَ شَهِيدٌ ... وَلِهَذَا يَفْنَى ضَنًا وَهُوَ بَاقٍ
وَمِنْهَا مَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي كِتَابِهِ رَوْضَةُ الْمُحِبِّينَ وَنُزْهَةُ الْمُشْتَاقِينَ عَنْ الْإِمَامِ الْحَافِظِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ أَنَّهُ.
قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ الْأَشْرَافِ أَنَّهُ اجْتَازَ بِمَقْبَرَةٍ وَإِذَا بِجَارِيَةٍ حَسْنَاءَ كَأَنَّهَا الْبَدْرُ أَوْ أَسْنَى وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ سُودٌ، فَنَظَرَ إلَيْهَا فَعَلَقَتْ بِقَلْبِهِ فَكَتَبَ إلَيْهَا:
قَدْ كُنْت أَحْسَبَ أَنَّ الشَّمْسَ وَاحِدَةٌ ... وَالْبَدْرَ فِي نَظَرِي بِالْحُسْنِ مَوْصُوفٌ
حَتَّى رَأَيْتُك فِي أَثْوَابِ ثَاكِلَةٍ ... سُودٍ وَصَدْغُك فَوْقَ الْخَدِّ مَعْطُوفٌ
فَرُحْت وَالْقَلْبُ مِنِّي هَائِمٌ دَنِفٌ ... وَالْكَبِدُ حَرَّى وَدَمْعُ الْعَيْنِ مَذْرُوفٌ
رُدِّي الْجَوَابَ فَفِيهِ الشُّكْرُ وَاغْتَنِمِي ... وَصْلَ الْمُحِبِّ الَّذِي بِالْحُبِّ مَشْغُوفٌ
وَرَمَى بِالرُّقْعَةِ إلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَتْهَا كَتَبَتْ:
إنْ كُنْت ذَا حَسَبٍ ذَاكَ وَذَا نَسَبٍ ... إنَّ الشَّرِيفَ بِغَضِّ الطَّرْفِ مَعْرُوفٌ
إنَّ الزُّنَاةَ أُنَاسٌ لَا خَلَاقَ لَهُمْ ... فَاعْلَمْ بِأَنَّك يَوْمَ الدِّينِ مَوْقُوفٌ
وَاقْطَعْ رَجَاك لَحَاكَ اللَّهُ مِنْ رَجُلٍ ... فَإِنَّ قَلْبِي عَنْ الْفَحْشَاءِ مَصْرُوفٌ
فَلَمَّا قَرَأَ الرُّقْعَةَ زَجَرَ نَفْسَهُ وَقَالَ: أَلَيْسَ امْرَأَةٌ تَكُونُ أَشْجَعَ مِنْك، ثُمَّ تَابَ وَلَبِسَ مِدْرَعَةً مِنْ الصُّوفِ وَالْتَجَأَ إلَى الْحَرَمِ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي الطَّوَافِ وَإِذَا بِتِلْكَ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، فَقَالَتْ لَهُ مَا أَلْيَقَ هَذَا بِالشَّرِيفِ هَلْ لَك فِي الْمُبَاحِ؟ فَقَالَ قَدْ كُنْت أَرُومُ هَذَا قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ اللَّهَ وَأُحِبَّهُ.
وَالْآنَ فَقَدْ شَغَلَنِي حُبُّهُ عَنْ حُبِّ غَيْرِهِ، فَقَالَتْ لَهُ: أَحْسَنْت، ثُمَّ طَافَتْ وَأَنْشَدَتْ:
فَطُفْنَا فَلَاحَتْ فِي الطَّوَافِ لَوَائِحٌ ... غَنِينَا بِهَا عَنْ كُلِّ مَرْأًى وَمِسْمَعِ
وَفِيهِ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ زَيْدٍ قَالَ: وَلَّيْنَا عَلَى بِلَادِ مِصْرَ رَجُلًا، فَوَجَدَ عَلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ فَحَبَسَهُ وَقَيَّدَهُ، فَأَشْرَفَتْ عَلَيْهِ ابْنَةُ الْوَالِي فَهَوِيَتْهُ فَكَتَبَتْ إلَيْهِ:
أَيُّهَا الزَّانِي بِعَيْنَيْ ... هـ وَفِي الطَّرْفِ الْحُتُوفُ
إنْ تُرِدْ وَصْلًا فَقَدْ ... أَمْكَنَك الظَّبْيُ الْأَلُوفُ

اسم الکتاب : غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب المؤلف : السفاريني    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست