responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب المؤلف : السفاريني    الجزء : 1  صفحة : 413
عَائِشَةَ.
وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ، فَقَالَ لِعُثْمَانَ: أَدْرِك هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا اخْتِلَافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إلَيْنَا الصُّحُفَ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إلَيْك، فَأَرْسَلَتْ بِهَا إلَيْهِ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ وَقَالَ لِلثَّلَاثَةِ إذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ، فَفَعَلُوا حَتَّى نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إلَى حَفْصَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - وَأَرْسَلَ فِي كُلِّ أُفُقٍ مُصْحَفًا، وَأَمَرَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ صَحِيفَةٍ وَمُصْحَفٍ فَحُرِقَ. وَرُوِيَ أَنَّ عِدَّةَ الْمَصَاحِفِ الَّتِي كَتَبَهَا عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَرْبَعَةٌ، وَقِيلَ سِتَّةٌ، وَقِيلَ سَبْعَةٌ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
(الثَّانِي) أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ الْكَرِيمَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقِيلَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَقِيلَ نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ - كَمَا فِي أَوَائِلِ السُّيُوطِيِّ. وَقَالَ الْعَلَّامَةُ فِي قَلَائِدِ الْمَرْجَانِ: ذِكْرُ شَكْلِ الْمُصْحَفِ وَنَقْطِهِ. رُوِيَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ اقْتَرَبَهُ وَعَمِلَهُ وَجَرَّدَ لَهُ الْحَجَّاجَ بِوَاسِطَ وَجَدَّ فِيهِ وَزَادَ تَحْزِيبَهُ، وَأَمَرَ وَالِيَ الْعِرَاقِ الْحَسَنَ بْنَ يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ بِذَلِكَ، وَأَلَّفَ إثْرَ ذَلِكَ كِتَابًا فِي الْقِرَاءَاتِ جَمَعَ فِيهِ مَا رُوِيَ مِنْ اخْتِلَافِ النَّاسِ إلَى أَنْ أَلَّفَ مُجَاهِدٌ كِتَابَهُ فِي الْقِرَاءَاتِ وَقِيلَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ. انْتَهَى.
وَقَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي مُنْتَخَبِ الْمُنْتَخَبِ: أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(الثَّالِثُ) : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ فِي تَرْتِيبِ سُوَرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ خِلَافًا هَلْ كَانَ تَوْفِيقًا أَوْ اجْتِهَادًا. قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: تَرْتِيبُ السُّوَرِ بِالِاجْتِهَادِ لَا بِالنَّصِّ فِي قَوْلِ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْحَنَابِلَةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، فَيَجُوزُ قِرَاءَةُ هَذِهِ قَبْلَ هَذِهِ، وَكَذَا فِي الْكِتَابَةِ، وَلِذَا تَنَوَّعَتْ مَصَاحِفُ الصَّحَابَةِ فِي كِتَابَتِهَا، لَكِنْ لَمَّا اتَّفَقُوا عَلَى الْمُصْحَفِ زَمَنَ عُثْمَانَ صَارَ

اسم الکتاب : غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب المؤلف : السفاريني    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست