اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 71
في كل شيء؛ لأن أغلب الأمراض تأتي -كما يقول الأطباء- نتيجة عدم الاعتناء بالنظافة، ولهذا قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله نظيف يحب النظافة.. فنظفوا أفنيتكم" [1]، وقال: "الطهور شطر الإيمان"، وأمر بتغطية الأطعمة والآنية من التلوث بالجراثيم، فقال: "أوكوا قربكم"، وفي رواية "خمروا الطعام والشراب" [3]، كما أمر بالابتعاد عن الأمراض المعدية والأماكن الموبوءة فقال: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" [4]، وقال: "وفر من المجذوم فرارك من الأسد"، وقال أيضا: "لا يورد ممرض على مصح" [6].
هنا نرى الرسول يأمر بعملية الحصار للمرض المعدي إذا أصاب فردا، أو بلدا كما تفعل الدول اليوم عندما ينتشر مرض معدٍ في بلد ما مثل: منع التنقل بين هذا البلد والبلاد الأخرى، ومنع الأفراد المصابين بمثل تلك الأمراض من الاتصال بغيرهم.
غير أنه ينبغي ألا نغفل هنا الإشارة إلى بعض النصوص الأخرى التي تفيد إنكار الرسول العدوى مثل: حديث "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة" [7]، ومناقشته مع الأعرابي في مسألة تعدي الجذام من بعير إلى آخر، وأكله -صلى الله عليه وسلم- مع المجذوم[8]. [1] التاج كتاب الباس جـ3 ص 162.
2 صحيح مسلم، كتاب الطهارة جـ3 ص100. [3] فتح الباري بشرح البخاري جـ12، كتاب الأشربة ص 1991، والتخمير بمعنى التغطية. [4] المصدر نفسه جـ12، كتاب الطب ص 289.
5 المصدر نفسه جـ12، كتاب الطب ص 265. [6] شرح العسقلاني على البخاري جـ12، كتاب الطب ص 267. [7] فتح الباري جـ12، كتاب الطب ص 264. [8] المصدر نفسه كتاب المرض والطب جـ12 ص 265.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 71