اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 64
وأما السعادة عند "ديكارت" فهي الحالة الروحية أو الشعور النفسي بالارتياح الناتج عن خضوع الإرادة لحكم العقل، أو خضوع السلوك لحكم العقل أو نتيجة الحياة الفاضلة التي لا تخضع إلا للحكمة1.
والسعادة عند "كانط" هي الشعور بالخير الكامل الذي يأتي نتيجة التمسك بالفضيلة، والسعادة ليست هدفا خارجا عن الفضيلة، وليست الفضيلة علة للسعادة، وإنما هما مقترنان، والخير الكامل يجمع بين الفضيلة والسعادة معا2.
ج- الاتجاه المادي:
يرى أصحاب هذا الاتجاه أن السعاة هي: التي يشعر بها الإنسان نتيجة إشباع دوافعه الطبيعية وغرائزه الحسية.
وقد تطور هذا الاتجاه وأخذ صورا مختلفة على هيئة مذاهب خاصة منها: مذهب القورينائية أتباع "أرستبوس" تلميذ سقراط، وقد فسروا السعادة التي نشدها سقراط باللذة الحسية، واهتموا باللذات العاجلة بدلا من الآجلة، ونشدوا إشباع الدوافع في حينها، وأوصوا بعدم تأخيرها؛لأنه يؤدي إلى الشعور بالحرمان والكآبة، وهذا شقاء نفسي، ولهذا تجب المسارعة في طلب اللذات، ولا حياء ولا خجل في طلب اللذات في أية صورة كانت وبأية طريقة تيسرت.
ومنها مذهب الأبيقورية أتباع أبيقور، وقد توسع هؤلاء في مفهوم اللذة فضمونها اللذات الحسية والعقلية واللذات العاجلة والآجلة المستمرة، بل آثروا
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 64