responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 62
ب- الاتجاه العقلي
ويرى هذا الاتجاه أن السعادة هي الشعور الغالب بالسرور الدائم في جميع الظروف، وهذا الشعور يأتي نتيجة إخضاع السلوك لحكم العقل واتباع قوانينه والتمسك بالفضائل التي يأمر بها، وقد ذهب إلى هذا الاتجاه أرسطو والرواقيون في العصور القديمة، و"ديكارت" و"كانت" في العصور الحديثة، وإذا كان هناك فارق بين هؤلاء فإنما هو في الدرجة لا في النوع.
فالسعادة الحقيقية عند "أرسطو" تحصل نتيجة الحصول على جميع الخيرات الداخلية والخارجية، وهي الخيرات التامة، فهو بذلك يجمع بين الخيرات الخارجية الحسية من المال والنعم الأخرى، والخيرات الداخلية النفسية من الحكمة والمعرفة والفضيلة، إلا أنه يفضل الخيرات العقلية والنفسية على الخيرات الخارجية أي: إنه يرجح إلى الخيرات المعنوية على الخيرات المادية، فيقول مثلا: "حسب المرء الرزق الكفاف لتكون حياته سعيدة متى اتخذ الفضيلة قائدا لسلوكه"[1].
والسعادة عنده درجات: الدرجة الأعلى هي التي تحصل في الحياة العقلية؛لأنها موافقة لأعلى جزء في الإنسان، ولهذا فهي حياة قدسية عنده.
والدرجة الثانية هي التي تحصل في الحياة الأخلاقية الفاضلة، وهذه الحياة حياة إنسانية، أما الحياة المادية فيسميها باللذائذ، ويعتبرها جزءا من السعادة وليست السعادة وليست من الخيرات الأعلى أيضا[2].
وقد تبنى ابن مسكويه رأي أرسطو في السعادة، ولهذا فلا داعي لتفصيل

[1] علم الأخلاق إلى نيكوماخوس، أرسطو، ترجمة لطفي السيد جـ2 ص364.
[2] المرجع نفسه لأرسطو جـ2 ص 358.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست