responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 48
الجانب النظري مع الجانب العملي منه، ثم إن هناك شيئا آخر هاما لا بد من ملاحظته وهو أن النظام الأخلاقي ليس جزءا من نظام الإسلام العام، بل إن الأخلاق هو جوهر الإسلام وروحه السارية في جميع جوانبه، فالنظام الإسلامي عموما مبني على فلسفته الخلقية أساسا.
ومصداق ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" [1]، فقد قصر الرسول أهداف رسالته في هذا الحديث على الأخلاق، وأنه جاء ليتم البناء الأخلاقي الذي بدأت الرسالات السابقة به، كما قال في حديث آخر: "مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون: لولا موضع اللبنة، فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء" [2].
إذن فهدف الرسالات الإلهية كلها هدف أخلاقي أيضا؛ لأنها تستهدف إرشاد الإنسان إلى طريق الخير وإبعاده عن الشر في الدنيا وسوء العاقبة في الآخرة، وهذا هو موضوع الأخلاق كما بينا سابقا.
ولهذا قال الرسول: "الدين حسن الخلق" [3]، وكانت عائشة تفهم هذا المعنى من الدين الإسلامي، ولهذا فهي عندما سئلت عن أخلاق النبي قالت: "كان خلقه القرآن"[4]، يؤيد ذلك قول الرسول أيضًا: "إن أحسن الناس خلقا أحسنهم

[1] مسند أحمد بن حنبل ج 2 ص 381.
[2] صحيح مسلم بشرح النووي جـ 15 ص 52 باب ذكر كون النبي خاتم الأنبياء.
[3] قال الحافظ العراقي في هامش الأحياء جـ 3 ص 50 أخرجه المروزي في مسنده في كتاب تعظيم قدر الصلاة من رواية أبي العلاء بن الشخير مرسلًا.. انظر علم الأخلاق لأرسطو جـ 1 ص 131.
[4] صحيح مسلم تحقيق عبد الباقي جـ 1 ص 512-513، كتاب صلاة المسافرين.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست