اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 387
الفرد مصلحته في المجتمع كما يجد المجتمع مصلحته في أفراده وكرامته في كرامتهم. وبناء على هذا فقد رسم الإسلام الأخلاق للفرد والمجتمع وأقام التنسيق بين الأخلاقية الفردية والأخلاقية الاجتماعية.
ثم إنه لم يعتبر هذا النظام الأخلاقي مجرد فرض أي نظام مفروض عليه من الخارج لا يتفق مع استعدادته الفطرية كما ذهب إلى ذلك بعض المفكرين الاجتماعيين أو الأخلاقيين، بل اعتبر أنه نظام طبيعي يتلاءم مع استعدادات الفرد الطبيعية وميوله الفطرية وأنه نظام لا بديل له للحياة الإنسانية الكريمة.
6- التقاء التفكير الأخلاقي والديني في الاتجاه الإسلامي:
قد رأينا أن الأخلاق عبارة عن سلوك صادر من الإنسان الراشد يبدأ بنية ويهدف إلى تحقيق غاية خيرة، تقتضيها المثل العليا المرسومة للإنسان من قبل خالقه وفقا لطبيعته وغايته، أو غاية خالقه من خلقه.
وبهذا المفهوم ارتبطت الأخلاق بالميتافيزيقا من جهة وبالطبيعة الإنسانية من جهة أخرى ثم بمركز الإنسان في هذا الوجود من جهة ثالثة.
ومن ثم يدخل في الأخلاق عنصر إلهي يتمثل في الأمر والجزاء عليه، وعنصر إنساني. ولا غرابة في هذا؛ لأن الأخلاق في نظر الإسلام نظام إلهي إنساني معا يجمع بين نظام اعتقادي معيارا للتمييز بين الحق والباطل في النظر. ونظام حياة معيارا للتمييز بين الخير والشر في السلوك. وبناء على ذلك فالأخلاق لا تكون سليمة ملزمة إلا إذا جمعت بين صحة النظر للتمييز بين الحق
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 387