اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 386
5- الاتجاه الأخلاقي في الإسلام يجمع وينسق بين الفردية والاجتماعية:
قد قرر الإسلام للإنسانية حقوقا بصورة لا نجد لها مثيلا في أي نظام من النظم الحالية فهو أولا أعطى قيمة للفرد أو قرر له قيمة إنسانية كما أعطى له حرية لممارسة حقوقه الطبيعية فردا إنسانيا في إطار الأخلاق ثم جعله مسئولا عن تصرفاته أمام الله وأمام ضميره ومجتمعه.
وكذلك أعطى قيمة للمجتمع وقرر حقوقا له بناء على تلك القيمة ثم أقام التنسيق بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع بحيث لا يطغى أحدهما على حق الآخر. وبذلك لم يجعل الفرد مجرد وسيلة في يد المجتمع أو آلة تقاس قيمتها بقيمة إنتاجها. كما فعلت بعض النظم الاجتماعية.
ومن جانب آخر لم يجعل المجمتع مجرد وسيلة في يد الأفراد ولم يعطِ الفرد حرية كاملة بحيث يمكن أن يستغل بها المجتمع لصالحه الخاص بل جعل لكل منهما شخصية مستقلة لها كرامتها وحقوقها ثم ربط بين كرامة الفرد وكرامة المجتمع وبين حقوقهما بحيث لا ينفصل أحدهما عن الآخر استقلالا كاملا بل يجد
مبادئها مبنية على الحق وعلى العلم وتدعو إلى الحق وإلى العلم وتنهى عن الباطل والجهل، ثم إن الأخلاق سلوك جميل والجمال له قيمة في نظر الإنسان.
إذن قيمة الأخلاق في الاتجاه الإسلامي قيمة عظيمة تجمع بين قيم السماء والأرض ولهذا فقد اهتم الإسلام كل الاهتمام بالأخلاق، ويدعو الناس إليها دائما؛ لأن سعادة المرء مرهونة بها في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى أيضا.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 386