اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 356
الفصل الثالث: القيم الأخلاقية بين الفرد والمجتمع
أهم الاتجاهات الفلسفية والاجتماعية في الموضوع
... الفصل الثالث: القيم الأخلاقية بين الفرد والمجتمع
أولا: أهم الاتجاهات الفلسفية والاجتماعية في الموضوع:
هناك اتجاهات في تنظيم الحياة الاجتماعية وفقا للقيم الأخلاقية, أحدهما يجعل الصدارة للمجتمع والآخر يجعلها للفرد.
والاتجاه الأول يرى أن يعيش الفرد من أجل المجتمع, وعليه أن يخضع لإرادة الجماعة خضوعا تاما في رأيها وغايتها, وإذا كانت له حرية النقد فذلك في مجال التطبيق لا في مجال النظرية, وإذا كانت له حرية العمل فذلك للبحث عن أنفع أسلوب لأداء أكبر قدر ممكن من العمل لكن ينبغي أن يتم ذلك في إطار الواجبات العامة التي تفرضها الجماعة على الأفراد, لتحقيق مصلحة للجماعة أولا. ولا قيمة للأفراد إلا باعتبارهم أداة خدمة وإنتاج للجماعة؛ لأن الفرد لم يوجد إلا من أجل هذه الغاية.
أما الاتجاه الثاني فيعترف للفرد بقيمته وحريته ومسئوليته, إذ لم ينشأ النظام الاجتماعى إلا لتحقيق مصالح الأفراد عن طريق الحرية وإزالة العوائق بين الأفراد. فقيمة المجتمع إذن مرهونة بقيمة أفراده ولهذا يجب مراعاة مصلحة الأفراد واحترامهم ولا ينبغي اتخاذهم أداة طيعة أو وسائل للإنتاج الجماعي[1].
وأما من الناحية الأخلاقية فيرى أصحاب الاتجاه الأول النزعة الاجتماعية نزعة فطرية في الطبيعة الإنسانية فالفرد يميل إلى الاجتماع بطبيعته[2]. [1] التربية المقارنة, الدكتور وهيب سمعان, ص 49-55. [2] فلسفة أوجست كونت. ليفي بريل. ترجمة الدكتور محمود قاسم والدكتور السيد محمد بدوي, ص 326.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 356