اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 240
خصائص الالزام الأخلاقي في الإسلام مدخل
...
رابعاً: خصائص الإلزام الأخلاقي في الإسلام:
ويمتاز الإلزام الأخلاقي في الإسلام بخصائص هامة لا توجد بمثل هذا الوضوح في الفلسفات الأخلاقية الأخرى وهي:
1- الإلزام بقدر الاستطاعة:
إن الإسلام قد راعى استطاعة الإنسان في إلزامه بالقوانين الأخلاقية، ولهذا لم يكلفه فوق طاقته {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} [1]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم} [2]، وهذا المبدأ كما تقتضيه الأخلاق السليمة تقتضيه كذلك العدالة الإلهية، إذ لا يمكن أن تكون الأخلاق صالحة للتطبيق إلا بهذا الشرط، وليس من العدالة كذلك تكليف المرء ما لا يطيق, بل هو ظلم والله تعالى قد وصف نفسه بالعدالة ونفى عن نفسه الظلم {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّة} [3]، {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [4]، {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [5]. [1] البقرة: 286. [2] التغابن: 16. [3] النساء: 40. [4] يونس: 44. [5] الأنعام: 115.
2- سهولة التطبيق:
وليست الأخلاق الإسلامية متوافقة مع قدرات الناس واستطاعتهم فحسب بل إنها أسهل مما يطيقونه {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [1], {رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [2].
نرى من هاتين الآيتين أن الله لم يعفنا فقط مما لا طاقة لنا به بل أعفانا مما نطيقه بشق الأنفس؛ لأنه تعالى لم يضع نظامه لنا ليحرجنا ويضعنا في عسر وضيق من الحياة، بل أراد هدايتنا وتيسير السبل أمامنا للوصول إلى حياة سعيدة {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [3]، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ [1] البقرة: 184. [2] البقرة: 286. [3] الحج: 78.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 240