responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 181
والآن بعد عرض تلك الحقائق في الطبيعة الإنسانية يبدو لي وجود فروق واضحة بين هذه الحقائق, وتبدو تلك الفروق جلية في أن ما يدركه الإنسان بقلبه لا يدركه بعقله، وما يدركه بعقله قد لا يدركه بقلبه, إذن هناك خصوصية لإدراك كل من العقل والقلب؛ ولهذا قال تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [1]، إذن رؤية القلب غير إدراك العقل, ودليل هذا الفرق تجريبي وليس دليلاً منطقيا، فالإنسان أحياناً قد يشعر بحقيقة في نفسه ولا يجد لها دليلاً منطقياً وبالعكس قد يجد دليلاً منطقياً على فكرة ولا يقتنع به قلباً[2], ثم إن التفريق ضروري للتمييز بين النفس الحيوانية التي يشترك فيها الإنسان باعتبارها قوام الحياة وبين الروح الإنسانية التي هي نفخة من روح الله, والتي بها يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان[3].
ويؤيد وجهة نظرنا هنا ما يقول الدكتور "محمد كمال جعفر" تعبيراً عن رأي المتصوفة، فالصوفية يصرون على وجود تمييز حاسم بين النفس والروح، ولا يقف الصوفية عند حد التصنيف بين النفس والروح, بل يتعدون ذلك إلى آرائهم في القلب الإنساني الذي لا يعنون به هذه المضغة الصنوبرية, بل يعنون به مركز النشاط العاطفي والروحي والفكري بمعنى خاص[4].

[1] النجم: 11.
[2] يقول بسكال بعد أن فرق بين العقل والقلب كوسيلتين للمعرفة قال بعد ذلك: "فما نعرفه بالقلب لا ندركه بالعقل, وما نبرهن عليه لا نراه ولا نلمسه" انظر بسكال، دكتور نجيب بلدوي، ص 135.
[3] يعرف ابن عربي إدراك القلب ويقول: "هو حال يفجأ العبد في قلبه فإن قام نفسين فصاعداً كان شرباً", دراسات في الفلسفة الإسلامية. د. محمود قاسم طـ 3 ص 297.
[4] التصوف طريقة وتجربة ومذهبا: الدكتور محمد كمال جعفر ص 98.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست