اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 156
الأولى: طبيعة خلق الإنسان والأطوار التي مر بها.
الثانية: الطباع الدفينة والمركبة في هذه الطبيعة.
الثالثة: الخصائص العامة للإنسان التي نتجت عن طبيعة التكوين بهذه الصورة.
أ- أما بالنسبة لطبيعة الخلق فقد ذكر الله سبحانه أنه خلق الإنسان أطوار: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً, وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} [1], وكان أول طور هذا الخلق أن بدأ به من الأرض فأخرج الإنسان من هذه الأرض كما أخرج النبات {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً} [2], ولقد شرح الرسول كيف بدأ هذا الخلق فقال: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض, فجاء بنو آدم على قدر الأرض, جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحسن والخبيث والطيب وبين ذلك" [3], وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ} [4], ثم اختلط بالماء فأصبح الماء عنصرا في تكوين الإنسان {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [5], {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [6], فأصبح التراب بذلك طينا, ومن هنا قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ} [7], بعد ذلك استخلص من الطين خلاصته {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} [8], ثم مكثت هذه السلالة حتى أصبحت طينا لازيا {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ} [9], ثم بعد ذلك صب هذا الطين اللازب في قالب معين وصوره في [1] نوح: 13-14. [2] نوح: 17. [3] الجامع الصغير جـ1 فصل الألف ص 70. [4] الروم: 20. [5] النور: 45. [6] الأنبياء: 30. [7] السجدة: 7. [8] المؤمنون: 12. [9] الصافات: 11.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 156