اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 153
يدرس أفراد الإنسان بقيت دون إجابة, ولا تزال مناطق شاسعة من عالمنا الداخلي غير معلومة, ثم ذكر كثيرا من هذه الجوانب قائلا: "كيف تتوافق جزئيات المواد الكيميائية فيما بينها لتكوين الأعضاء المعقدة الانتقالية للخلايا؟ وكيف تحدد المورثات التي تحتوي عليها نواة البويضة المخصبة مميزات الفرد الذي ينبثق من هذه البويضة؟ وما هي العلاقة التي تربط بين الشعور والخلايا المخية؟ وإلى أي حد يمكن أن يتغير الكائن الحي بفعل الإرادة؟ وكيف تؤثر حالة الأعضاء في النفس وما هي العلاقة التي توجد بين نمو الهيكل العظمي والعضلات والأعضاء وبين نمو النشاط الروحي والعقلي؟ وما هي الأهمية النسبية لأوجه النشاط الفكري والخلقي والفني والصوفي؟ " ثم يقول: "هكذا يمكن أن يوجه عدد كبير من الأسئلة الأخرى عن الموضوعات التي تعنينا, وستبقى هذ الأسئلة بدون جواب هي الأخرى، من المؤكد تماما أن الجهد الذي بذلته كافة العلوم التي تبحث في الإنسان قد ظل ناقصا, وأن معرفتنا لأنفسنا ما زالت جد ناقصة"[1].
ولعل السر الغامض يكتنف اليوم الجانب السيكولوجي من الطبيعة الإنسانية أكثر مما يكتنف الجانب البيولوجي, ويمكن أن نحدد ذلك الغموض في الجانب السيكولوجي بأنه هو: خفاء حقيقة النفس والروح والعقل, ثم مدى صلة ذلك بالتكوين البيولوجي ومظاهر السلوك المادية، والسر في ذلك عدم استطاعة العلم الحديث أن يغوص فيه لاستعصائه على الخضوع لمناهج العلم الحديثة ومقاييسه الموضوعية؛ ولذلك عدل علماء النفس المحدثين عن البحث في جوهر النفس إلى البحث عن مظاهر السلوك النفسي المادي؛ لأنه يخضع لتلك المقاييس الموضوعية؛ ونتيجة لذلك تقدم علم النفس في جانبه السلوكي تقدما مذهلا [1] الإنسان هذا المجهول. د. ألكسيس كارل, ترجمة د. أنطوان العبيدي ص 23.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 153