اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 151
سليمة من بعض الوجوه, لغلبة النزعة الفلسفية عليها، ولاقتصار كل منهج على جانب معين منها في دراستها، بناء على الفلسفة التي يتبعها.
فالاتجاه المادي مثلا يرى أن حقيقة الإنسان ليست إلا ظاهرة مادية شديدة التعقيد مركبة من المواد الكيميائية المختلفة, نشأت بسبب تطور المادة الأولية[1]؛ والاتجاه العقلي أو الروحي يرى أن الإنسان ظاهرة عقلية لا جسمية, فالوجود الجسمي ليس له حقيقة مستقلة ولكنه نتاج للعقل, أي: أن الجسم مشتق من العقل عكس الاتجاه الأول[2], والاتجاه الثالث يرى أن الإنسان مادة وروح معا[3].
فبناء على الاتجاه الأول تكون الطبيعة الإنسانية طبيعة حيوانية، وإذا كان هناك فارق فإنما هو في الدرجة لا في النوع، أي: في درجة التعقيد فقط.
وبناء على ذلك يجب تفسير طبيعة الإنسان ودراستها عن طريق الطبيعة الحيوانية باعتبارها طبيعة أبسط من طبيعة الإنسان, ومعنى ذلك أن هذا الاتجاه يسير على منهج دراسة الأعقد عن طريق الأبسط, وتفسير الطبيعة المعقدة بالطبيعة البسيطة من نوعها.
وأما الاتجاه الثاني فيرى أن الطبيعة الإنسانية طبيعة متفردة ليست امتدادا أو استمرارا للطبيعة الحيوانية وليست من نوع هذه الطبيعة الأرضية بوجه عام، وبناء على ذلك يجب دراسة هذه الطبيعة مستقلة عن الدراسات الطبيعية الأخرى، ولا يصح تفسيرها على غرار الطبائع البسيطة الأخرى لأنه يرى أن دراستها وتفسيرها على غرار الطبائع الأخرى يهدم جوهر الإنسان ويفقد حقيقته [1] المصدر نفسه ص 199. [2] فلسفة التربية: فيليب فينكس, ت. د. محمد لبيب النجيحي ص 704. [3] المصدر نفسه ص 704 وانظر كذلك فلسفة التربية للدكتور لبيب النجيحي ص 704.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 151