responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 135
الأمر الأول: التخلص من الضائقة الاقتصادية أو الخشية من ضيق الرزق.
والأمر الثاني: تجنب الضرر الذي قد يلحق بالأولاد, أو بأحد الأبوين أو كليهما أيًّا كان لون هذا الضرر.
والأمر الثالث: المحافظة على جمال المرأة وحسن التمتع بها.
بأحد هذه الأمور أو بأجمعها يتذرع المتحمسون لتحديد النسل, ولننظر مدى صدق هذه الدعاوى, وهل ما يترتب عليه هو هذه الغاية المرجوة؟ وهل ذلك هو الوسيلة الوحيدة أو أحسنها للوصول إلى تلك الغاية أو الغايات؟ ولنبدأ بالأمر الأول: الذي هو الدافع الأساسي الذي تتذرع به تلك الدعوات على مستوى المجتمعات، إذ يقولون إن تجاوز نسبة المواليد نسبة الإنتاج الصناعي والغذائي أمر يدعو إلى الخطر في المستقبل, وهو أساس المشكلة الاقتصادية التي تعاني منها المجتمعات الفقيرة المتخلفة من الناحية الاقتصادية.
وهذا الادعاء صحيح عقلا وواقعا, ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تحديد النسل, ولكن هذا الحل سلبي وليس إيجابيا, والحل السلبي ليس حلا أخلاقيا, إذ إنه يوحي بالضعف والعجز ويثير في النفس الخمول والكسل, أو إن مثل هذا الحل يتولد من هذه الأسباب أو الإيحاءات الأخلاقية السلبية, ومثل هذا الحل يترتب عليه غالبا نتائج سلبية, تتولد عنها مشكلات أكثر تعقيدا من المشكلة نفسها، ومن الأمثلة لذلك أن بعض الدول الأوربية رأت قلة نسبة المواليد عن نسبة الوفيات, وترتب على ذلك قلة الأيدى العاملة وكثرة نسبة العجزة, كما أدى الأمر أخيرا إلى قلة عدد السكان عما كان عليه عند قيام الدعوة؛ لأن تحديد كمية العدد المناسب عن طريق تحديد النسل أمر يكاد يكون مستحيلا،

اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست