responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 133
الزواج بين أولاد الأشقياء أو السكيرين أو المصابين بالزهري أو حاملي العيوب العقلية الوراثية يعتبر جريمة جديرة بالعقاب, وينبغي لنا ألا ننسى في هذا الصدد أسرة روك الأمريكية حين تم الزواج بين شخصين من أرباب السوابق فظهر من بين سلالتهما 339 عاهرا و181 سكيرا و170 معوزا و118 مجرما و86 من أصحاب بيوت الدعارة", وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس" [2].
وهذه الحقيقة كانت معروفة لدى الناس، وقد أشار إليها القرآن في قضية مريم: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً, يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} [3]، غير أنه ما كان يعرفه الناس هو أن سوء خلق الوالدين يؤثر في الأبناء عن طريق التقليد فحسب، لكن العلم يثبت اليوم أنه يؤثر أيضا عن طريق الخلايا الملقحة، ثم إن الإسلام حرم كل سلوك من شأنه أن يعوق استمرار التناسل؛ لأنه يعد منعا لاستمرار النوع, ولهذا منع الإجهاض وعدَّه جريمة، سواء كان من قبل الأم أو من قبل غيرها, وقد اتفق العلماء على أن المُجْهِض عليه أن يدفع دية الغرة5, ومنع أيضا الاختصاء؛ لأنه يعد عائقا دائما أمام استمرار النوع.
والدليل على ذلك ما روي عن بعض الصحابة, قالوا: "كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس لنا شيء, فقلنا: ألا نستخصي, فنهانا عن ذلك ثم رخص

1 تأملات في سلوك الإنسان ص 87.
[2] منتخب كنز العمال في هامش مستند الإمام أحمد جـ 6 ص 394.
[3] مريم آية: 27-28.
4 المغني لابن قدامة جـ8 ص 389-405.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست