اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 125
الوجود بوحي الله وبوحي من عقله, قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [1], وبناء على ذلك كلفهم باتباع الحق والخير واجتناب الباطل والشر, كما بيَّن واجبات الإنسان نحو خالقه ونحو المخلوقات الأخرى من الإنس وغير الإنس وبيَّن المحرمات التي يجب اجتنابها, وكل ذلك تابع للتفرقة بين الحق والباطل من جهة وللتفرقة بين الخير والشر من جهة أخرى. [1] فصلت: 53.
أما الركن الثالث: فهو وجود الحياة بعد الموت
وهذه الحياة أما نعيم أو جحيم, فالأولى يكافأ بها من اتبع الحق وفعل الخير واجتنب الشر والمحرمات في هذه الدنيا, والثانية يجازى بها من اتبع الباطل وفعل الشر؛ فالنعيم لمن استقام في هذه الحياة والجحيم لمن انحرف فيها, وهذه وتلك تكون بعد حساب دقيق يقوم به الخالق العليم, يحاسب فيه كل إنسان بما عمل من خير أو شر صغيرا كان عمله أم كبيرا, وقد قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [2] , {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً} [3], {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه} [4].
إذن فهذه الحياة ميدان عمل واختبار للإنسان لمن يريد الخير ولمن يريد الشر {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [5] إنه ابتلاء فعلا لمن يريد اتباع مناهج الله في الحياة, ولمن يريد الانحراف عنه, وتلك الحياة الأخرى مكافأة وجزءا لعمل الإنسان في هذه الحياة من خير أو شر. [2] يس: 12. [3] الإسراء: 13. [4] الزلزلة: 7-8. [5] الملك: 2.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 125