اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 121
الرسول -صلى الله عليه وسلم: "من أحيا أرضا ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حق" [1], وفيما يتعلق بالبناء فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة" [2], وقال أيضا: "من بنى لله مسجدا صغيرا كان أو كبيرا بنى الله له بيتا في الجنة" [3].
ولقد سبق أن ذكرنا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: "من سعادة المرء المسكن الصالح" , كما شجع الإسلام على إقامة المشروعات مثل بناء المسكن وإصلاح الأراضي وحفر الآبار ثم وقفها للفقراء والمساكين"[4], فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره....، أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته" [5], ولهذا قال: "من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له" [6].
وهكذا نجد أن التوجيهات الأخلاقية في الإسلام كلها بنَّاءة, تأمر بالتعمير والإصلاح, ثم إن هناك مبدأ أخلاقيا طلب الاسلام تطبيقه في كل عمل وهو: مبدأ إتقان العمل فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن" , وفي رواية "أن يتقن" , وأن يلاحظ دائما أن الله والناس سيرى عمله، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} 8, وإتقان العمل هو أن يبذل الإنسان قصارى جهده ليتم العمل في أتم وأكمل صورة، ثم إن إتقان العمل والصنع من صفات الله الفعلية كما جاء في قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ [1] سنن أبي داود جـ3 ص 178, كتاب الخراج والإمارة. [2] صحيح مسلم جـ4 ص 2287. [3] اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان جـ3 ص 324, كتاب الزهد والرقائق. [4] سنن ابن ماجه جـ1 مقدمة ص 88 رقم الحديث 242. [5] المرجع السابق جـ1 ص 88 رقم الحديث 242. [6] سنن أبي داود جـ3 ص 177, كتاب الخراج والإمارة.
7 الجامع الصغير جـ2 فصل الياء ص 205، وفي رواية أن يتقن, انظر كشف الخفاء جـ1 ص 285.
التوبة: 105.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن الجزء : 1 صفحة : 121