responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 112
الإسلام يسلح الإنسان بالصبر هو عنصر الإيمان، الذي يعد أساسا في الأخلاق الإسلامية، والإيمان بالله واستمداد العون منه وانتظار الثواب منه على الصبر على المصائب باعتبارها امتحانا منه أو تكفيرا للسيئات، فالإيمان يهون على الإنسان تلك المصائب؛ ولهذا كان الرسول يدعو الله ويقول: "وأسألك من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا" [1]، والصبر على البلايا من الأمور العظيمة، كما قال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [2]، {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ} [3] وجزاء الصبر عظيم غير مقدر ويعطي الصابر أجرا بغير حساب، {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [4]، والصبر وسيلة النجاح في الحياة والوصول إلى المقاصد؛ لأنه قوة يحقق بها الإنسان أعمالا فوق طاقته الطبيعية، قال تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [5]، وقال: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [6]، وقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} ، وقد تظهر قيمة فضيلة الصبر بصورة أكثر وضوحا عندما نتصور مصير غير الصابرين عند الشدائد والمصائب في الحياة، إذ إننا نراهم يصابون فيها بأمراض مختلفة وخاصة الشلل والذبحة الصدرية والخلل العقلي وقد يؤدي الأمر بهم إلى الانتحار، فالجزع لا يؤدي إلى الفشل في الحياة وعدم إنجاح المقاصد فحسب بل إلى انعدام الحياة وزوالها؛ ولهذا قال الرسول: "ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" [8]، ولما كان الصبر يجعل

[1] التاج جـ5 ص 120، كتاب الأذكار والأدعية.
[2] لقمان: 17.
[3] محمد: 31.
[4] الزمر: 10.
[5] الأنفال: 65.
[6] البقرة: 249.
7 السجدة: 24.
[8] التاج جـ5، كتاب البر والأخلاق، ص51.
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست