اسم الکتاب : طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين المؤلف : الرحيلي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 91
ليس مِن الفقه:
قد جاءت أحاديث تَدلُّ على أنّ أُموراً مُعَيَّنةً ليست مِن الفقه، ومِن ذلك ما يلي:
* ليس من الفقه الضّيقُ بالاجتهاد، أو الميل إلى قَفْله وقد فتحه الله تعالى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ، ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ" "1".
* ليس مِن الفقه الأخذ بالظاهريّة دائماً في فقه النصوص الشرعية؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم لِمَن فَهِم الخيط الأبيض والخيط الأسود في قوله تعالى: {َكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر} "2"؛ بأنه الحبل حقيقةً؛ فأخذ حبلين: أسود وأبيض، فجعل يأكل وينظر إليهما حتى تبينا له فأمسك، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنك لعريض الوساد".
وعلى هذه المعاني أَمثلةٌ متعددةٌ يُؤَكِّد الصوابَ فيها عددٌ مِن الآيات والأحاديث.
(1) البخاري، ح6805، الاعتصام بالكتاب والسنّة.
(2) 187: البقرة: 2.
وموضع الشاهد هنا قوله: "ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، وأنّ ذلك العلم إنما ينفع إذا سبقه الإيمان بالله تعالى. وهذا مما يؤكِّد العلاقة بين الإخلاص والفقه.
اسم الکتاب : طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين المؤلف : الرحيلي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 91