اسم الکتاب : طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين المؤلف : الرحيلي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 182
الحديث الرابع:
2- ما فُهِم عليه حديث: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ؛ يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا" "1".
فقد ظن كثير من الناس أن هذا في الدنيا، وأن معناه أن الله تعالى يحب هذه الرائحة الكريهة، تقدَّس ربنا.
وقد فهموا هذا الفهم من الحديث على الرغم من أن الحديث ليس فيه ذكرٌ لمحبة الله لها، بل إنني لم أقف على شيءٍ مِن هذا، إلا ما جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: "خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ، أَوْ قَالَ: أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ" "2".
لكن هذه الرواية فيها ما يأتي:
- ليس فيها التصريح بالرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- جاءت بالشك في لفظة: "أحب إلى الله".
والقاعدة أنه إذا جاءتنا روايةٌ على الشك، وجاءتنا روايات بالجزم، رَدَدْنا
(1) البخاري، الجامع الصحيح ... ، نسخة "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، لابن حجر: ح1894. وأخرجه مسلم في صحيحه، بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي: ح1151، والترمذي في سننه، بترقيم أحمد شاكر ومن معه: 764، والنسائي في سننه، بترقيم عبد الفتاح أبو غدة: ح2211، و2212،و2213، 2215، و2216، و22172234، وابن ماجة في سننه بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي: ح1638، وأحمد في مسنده، في عدة مواضع.
(2) أخرجه أحمد في المسند، 8366.
اسم الکتاب : طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين المؤلف : الرحيلي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 182