اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 577
363- امرأة عبد الله بن الفرج العابد
أبو بكر محمد بن الحسين الاجري قال بلغني ان عبد الله بن الفرج لما مات لم تعلم زوجته اخوانه بموته وهم جلوس بالباب ينتظرون الدخول عليه في علته فغسلته وكفنته في كساء له وأخذت فرد باب من أبواب بيته وجعلته فوقه وشدته بشريط ثم قالت لاخوانه قد مات وقد فرغت من جهازه.
فدخلوا واحتملوه إلى قبره واغلقت الباب خلفهم.
قال فدخلت فسلمت عليه وقالت له يا أبا عبد الله أنا امرأة اغزل بالليل في السراج فربما طفئ السراج فأغزل في القصر فعلي أن أبين غزل القمر من غزل السراج؟ قال فقال لها ان كان عندك بينهما فرق فعليك ان تبيني ذلك قال قالت يا أبا عبد الله انين المريض شكوى قال ارجو الا يكون ولكنه اشتكاء إلى الله عزوجل.
قال فودعته وخرجت فقال يا بني ما سمعت قط انسانا يسال عن مثل هذا اتبع هذه المرأة فانظر اين تدخل قال فاتبعتها فإذا قد دخلت إلى بيت بشر بن الحارث وإذا هي أخته قال فرجعت فقلت له فقال محال ان تكون مثل هذه الا اخت بشر.
قال المصنف قلت هذه المراة التي سألت احمد هي مخة وقد نقلت عنها حكاية سميت فيها تشبه هذه الحكاية.
عبد الله بن احمد بن حبنل ببغداد قال جاءت مخة اخت بشر بن الحارث إلى أبي فقالت اني امرأة راس مالي دانقان اشتري القطن فاغوزله وابيعه بنصف درهم فاتقوت بدانق من الجمعة فمر ابن طاهر الطائف ومعه مشعل فوقف يكلم اصحاب المسالح فاستغنمت ضوء المشعل فغزلت طاقات ثم غاب عني المشعل فعلمت ان لله في مطالبة فخلصني خلصك الله فقال لها تخرجين الدانقين ثم تبقين لا راس مال حتى يعوضك الله خيرا منه.
قال عبد الله قلت لابي يا ابة لو قلت لها لو أخرجت الغزل الذي ادرجت فيه الطاقات فقال يا بني سؤالها لا يحتمل هذا التاويل ثم قال م هذه قلت مخة اخت بشر بن الحارث فقال من ها هنا اتيت.
قرات بخط أبي علي الراذاني قال كانت مخة من بين اخوات بشر تقصد احمد بن حنبل وتساله عن الورع والتقشف وكان احمد يعجب بمسائلها.
السلمي قال قالت زبدة اخت بشر اثقل شيء على العبد الذنوب واخفه عليه التوبة فما له يدفع اثفل شيء باخف شيء؟
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 577