responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 571
بحق معبودك أي شيء كان بينك وبين الله البارحة فقال لي لا تدخل بيني وبين قرة عيني قلت لا بد ان تخبرني فانشا يقول:
انست به فلا ابغي سواه ... مخافة ان اضل فلا اراه
فحسبك حسرة وضنى وسقما ... بطردك عن مجالس أولياه
قال ذو النون رأيت سعدونا في المقبرة في يوم حار وهو يناجي ربه عز وجل بصوت عال ويقول أحد أحد فاتبعته فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت له بحق من تناجيه الا وقفت لي وقفة فوقف وقال لي قل واوجز فقلت اوصني بوصية احفظها عنك أو تدعو لي بدعوة فقال:
يا طالب العلم ههنا وهنا ... ومعدن العلم بين جنبيكا
ان كنت تبغي الجنان تدخلها ... فاذرف الدمع فوق خديكا
وقم إذا قام كل مجتهد ... وادع لكيما يقول لبيكا
قال ثم مضى فقال يا غياث المستغيثين اغثني قلت له ارفق بنفسك فلعله يلحظك بلحظة فيغفر لك فنفض يده من يدي وعدا يقول:
انست به فلا أبغي سواه ... مخافة ان اضل فلا اراه
فحسبك حسرة وضنى وسقما ... بطردك عن مجالس اولياه
قال الاصمعي مررت بسعدون المجنون فإذا هو جالس عند راس شيخ سكران يذب عنه فقلت له سعدون ما لي أراك جالساً عند رأس هذا الشيخ فقال انه مجنون فقلت له أنت مجنون أو هو قال لا بل هو قلت من اين قلت ذلك؟ قال لاني صليت الظهر والعصر جماعة وهو لم يصل جماعة ولا فرادى فقلت له فهل قلت في ذلك شيئا فانشأ يقول:
تركت النبيذ لأهل النبيذ ... واصبحت اشرب ماء قراحا
لان النبيذ يذل العزيز ... ويكسو الوجوه النضار الصباحا
فان كان ذا جائزا للشباب ... فما العذر فيه إذا الشيب لاحا؟
فقلت له صدقت وانصرفت.
قال صالح المري قرات بين يدي سعدون المجنون {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ} فصرخ ثم قال ملاح والله ثم انشا يقول:

اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 571
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست