اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 541
ودخل بعض اصحابنا يوما على الشبلي وهو يقول افلا شجا بحنين افلا رنة بانين من قلب قريح حزين افلا شارب بكاس العارفين افلا مستيقظ عن رقدة الغافلين يا مسكين ستقدم فتعلم وينكشف الغطاء فتندم.
وقال الشبلي العارف سيار الى الله عز وجل تعالى غير واقف.
وسئل وانا حاضر أي شيء اعجب قال قلب عرف ربه ثم عصاه.
وكان الشبلي ينوح يوما ويقول مكر بك في احسانه فتناسيت وامهلك في غيك فتماديت واسقطك من عينه فما دريت ولا باليت.
وقال ليت شعري ما اسمي عندك غدا يا علام الغيوب وما انت صانع في ذنوبي ياغفار الذنوب وبم تختم عملي يا مقلب القلوب؟
قال وكان الشبلي يقول في جوف الليل قرة عيني وسرور قلبي ما الذي اسقطني من عينك ثم يصرخ ويبكي.
قال وقال الشبلي لا تأمين على نفسك وان مشيت على الماء حتى تخرج من دار الغرة الى دار الامل.
وقال الشبلي اذا وجدت قلبك مع الله فاحذر من نفسك واذا وجدت قلبك مع نفسك فاحذر من الله.
وقال احمد الحلقاني سمعت الشبلي يقول من عرف الله عز وجل لا يكون له غم وسمعته يقول احبك الخلق لنعمائك وانا احبك لبلائك.
وعن ابي حاتم الطبري قال سمعت ابا بكر الشبلي يقول ان اردت ان تنظر الى الدنيا بحذافيرها فانظر الى مزبلة فهي الدنيا واذا اردت ان تنظر الى نفسك فخذ كفاً من تراب فانك منه خلقت وفيه تعود ومنه تخرج واذا اردت ان تنظر ما انت فانظر ماذا يخرج منك في دخولك الخلاء فمن كان حاله كذلك فلا يجوز أن يتطاول أو أن يتكبر على من هو مثله. وعن الحسين بن احمد الهروي قال سمعت ابا بكر الشبلي يقول ليس للاعمى من رؤية الجوهرة الا مسها وليس للجاهل من الله الا ذكره باللسان.
وسال جعفر بن نصير بكران الدينوري وكان يخدم الشبلي ما الذي رأيت منه؟ يعني عند وفاته فقال قال لي علي درهم مظلمة تصدقت عن صاحبه بالوف فما على قلبي شغل اعظم منه ثم قال وضئي للصلاة ففعلت فنسيت تخليل لحيته وقد امسك علي لسانه فقبض على يدي وادخلها في لحيته ثم مات.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 541