اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 512
قد كنت ميتا فصرت حيا ... وعن قليل تصير ميتا
أغنى بدار الفناء بيت ... فابن بدار البقاء بيتا
حدث الفتح بن شحرف عن رجاء بن مرجا وجعفر بن عبد الواحد ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وغيرهم.
وتوفي يوم الثلاثاء للنصف من شوال من سنة ثلاث وسبعين ومائتين ودفن في المقبرة التي بين باب حرب وباب قطر بل وصلى عليه بدر المغازلي.
قال أبو محمد الحريري غسلت الفتح بن شحرف فقلبته على يمينه فإذا على فخذه الأيمن مكتوب خلقه الله كتابة بينة قال جعفر ورأيت الفتح بين شحرف هذا وكان رجلا صالحا زاهدا لم ياكل الخبز ثلاثين سنة وكان ذا أخلاق حسنة وكان يطعم الفقراء ومن يزوره من الأصحاب الطعام الطيب وكان حسن العبادة والورع والزهد.
عن أبي محمد الحريري قال غسلنا الفتح بن شحرف فرأينا على فخذه مكتوبا لا اله إلا الله فتوهمناه مكتوبا فإذا هو عرق داخل الجلد.
وعن إسحاق بن إبراهيم بن هاني قال لما مات فتح بن شحرف ببغداد صلى عليه ثلاثا وثلاثين مرة اقل قوم كانوا يصلون عليه يعدون خمسة وعشرين آلفا إلى ثلاثين آلفا رحمه الله.
289- أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي
ولد سنة ثمان وتسعين ومائة واصله من مرو وكان إماما في جميع العلوم وله التصانيف الحسان وكان زاهدا في الدنيا وكان يقول صحبت قوما من الكرخ في طلب الحديث فسموني الحربي لان عندهم ان من جاوز قنطرة العتيقة من الحربية.
وعن احمد بن عبد الله بن خالد قال سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربي يقول اجمع عقلاء كل أمة انه من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه كان يكون قميصي انظف قميص وازاري اوسخ ازار ما حدثت نفسي انهما يستويان قط وفرد عقبي مقطوع والآخر صحيح امشي بهما وادور بغداد كلها هذا الجانب وذاك الجانب لا احدث نفسي ان اصلحها وما شكوت إلى أمي ولا إلى أختي ولا إلى امرأتي ولا إلى بناتي قط حمى وجدتها الرجل الذي
289- هو: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير البغدادي الحربي الشيخ الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام عالم العراق مولده في سنة ثمان وتسعين ومائة.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 512