اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 500
عن الله بخصلتني واتصل من اتصل بالله باربع خصال فاما من انقطع عن الله فانه يتخطى الى نافلة بتضييع فرض والثاني عمل بظاهر الجوارح لم يواطىء عليه صدق القلوب واما الذي اتصل به المتصلون فبلزوم الباب والتشمير في الخدمة والصبر على المكاره وصيانات الكرامات.
وعن ابي بكر النساخ قال سمعت السري يقول لو علمت ان جلوسي في البيت افضل من خروجي الى المجلس ما خرجت ولو علمت ان جلوسي معكم افضل من جلوسي في البيت ما جلست ولكني ان دخلت اقتضاني العلم لكم وان خرجت نافرتني الحقيقة فانا عند منافرتي مستحى وانا عند اقتضاء العلم محجوج.
وعن الجنيد قال سمعت السري يقول وددت ان حزن الخلق كلهم علي. وسمعته يقول ان في النفس لشغلا عن الناس.
وعن محمد بن علي الحربي قال سمعت سريا يقول حمدت الله مرة وانا استغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة قيل وكيف ذلك قال كان لي دكان وكان فيه متاع فوقع الحريق في سوقنا فقيل لي فخرجت اتعرف خبر دكاني فلقيت رجلا فقال ابشر فان دكانك قد سلم فقلت الحمد لله ثم افكرت فرايتها خطيئة.
وعن الجنبيد بن محمد قال دخلت على سري السقطي فسلمت وجلست فقال لي اقرب مني فقربت منه فاخذ بيدي وقال لي اعلم يا بني ان الشوق والانس يرفرفان على القلب فان وجدا هنالك الهيبة والاجلال حلا والا رحلا.
وععن ابن مسروق قال سمعت سريا يقول ثلاث من كن فيه استكمل الايمان من اذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحق واذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل واذا قدر لم يتناول ما ليس له.
وعن جنيد قال سمعت سريا يقول اذا فاتني شيء من وردي لم اقدر ان اعيده.
قال جنيد كان سري متصل الشغل وكان اذا فاته شيء لا يقدر ان يعيده وكذا كان عمر بن الخطاب لم يكن له وقت ينام فيه فكان ينعس وهو قاعد فقيل له يا امير المؤمنين الا تنام فقال كيف انام ان نمت بالنهار ضيعت امور المسلمين وان نمت بالليل ضيعت حظي من الله عز وجل.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 500