اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 451
241- عابدة اخرى
عن محمد بن بكار قال كانت عندنا بمكة امرأة عابدة فكانت لا تمر بها ساعة الا وهي صارخة فقيل لها يوما إنا لنراك على حال ما نرى غيرك عليها فان كان بك داء عالجناك.
قال فبكت وقالت من لي بعلاج هذا الداء وهل اقرح قلبي الا التفكر في نيل معالجته أوليس عجيبا ان اكون حية بين اظهركم وفي قلبي من الاشتياق الى ربي عز وجل مثل شعل النار التي لا تطفا حتى اصير الى الطبيب الذي عنده برء دائي وشفاء قلب قد انضجه طول الاحزان في هذه الدار التي لا اجد فيها على البكاء مسعدا؟
انتهى ذكر اهل مكة.
ومن المصطفين من أهل الطائف:
242- سعيد بن السائب الطائفي
روى عن ابيه ونوح بن صعصعة وغيرهما وروى عنه وكيع ومعن بن عيسى.
عن سفيان قال كان سعيد بن السائب الطائفي لا تكاد تجف له دمعة انما دموعه جارية دهره ان صلى فهو يبكي وان طاف فهو يبكي وأن جلس يقرأ في المصحف فهو يبكي وان لقيته في طريق فهو يبكي.
قال سفيان فحدثوني ان رجلا عاتبه على ذلك فبكى ثم قال انما ينبغي ان تعذلني وتعاتبني على التقصير والتفريط فانهما قد استوليا علي.
قال الرجل فلما سمعت ذلك انصرفت وتركته.
وعن محمد بن يزيد بن خنيس قال ما رأيت احدا قط اسرع دمعة من سعيد بن السائب انما كان يجريه ان يحرك فترى دموعه كالقطر.
عن محمد بن يزيد ين خنيس قال قيل لسعيد بن السائب كيف اصبحت قال اصبحت انتظر الموت على غير عدة.
وعنه قال سمعت الثوري يقول جلست ذات يوم احدث ومعنا سعيد بن السائب الطائفي فجعل سعيد يبكي حتى رحمته فقلت يا سعيد ما يبكيك وانت تسمعني اذكر اهل الخير وفعالهم فقال يا سفيان وما يمنعني من البكاء اذا ذكرت مناقب اهل الخير وكنت عنهم بمعزل؟
قال: يقول سفيان حق له ان يبكي رحمه الله.
242- هو: سعيد بن السائب بن يسار الثقفي الطائفي وهو ابن أبي يسار ثقة عابد من السابعة.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 451