اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 384
وعن سفيان قال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يوماً جالساً فغطى رأسه ثم اضطجع فبكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال رثاء ظاهر وشهوة خفية.
وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: لقد رأيت مشيخة المدينة وان لهم لغدائر وعليهم الممصَّر والمورَّد في أيديهم مخاصر، وفي أيدهم آثار الحِنّاء في هيئة الفتيان ودين أحدهم ابعد من الثريا إذا أريد على دينه.
قال الشيخ: قد سمع ربيعة من أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعامة التابعين من أهل المدينة.
وروى عنه: مالك والثوري وشعبة والليث بن سعد.
وقال أحمد بن حنبل: ربيعة بن أبي عبد الرحمن ثقة. وتوفي بالأنبار وقيل بل رجع إلى المدينة فمات بها. وذلك في سنة ست وثلاثين ومائة.
وعن مالك بن أنس قال: ذهبت حلاوةُ الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
184- صفوان بن سُليم الزهري
مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف يكنى أبا عبد الله.
عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: عادَلني صفوان بن سُليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجَع.
وعن سليمان بن سالم قال: كان صفوان بن سليم في الصيف يصلّي بالليل في البيت، فإذا كان الشتاء صلّى في السطح لئلا ينام.
عن أبي ضمرة أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غداً القيامة، ما كان عنده مَزيد على ما هو عليه من العبادة.
وعن أبي علقمة المديني قال: كان صفوان بن سليم لا يكاد يخرج من مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا أراد أن يخرج بكى وقال: أخشى أن لا أعود إليه.
وعن محمد بن أبي منصور قال: قال صفوان بن سليم أعطى الله عهداً أن لا أضع جنبي على فراشٍ حتى الحق بربي قال: فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه فلما نزل به الموت قيل له: رحمك الله ألا تضطجع؟ قال ما وفيتُ لله بالعهد إذاً.
184- هو: صفوان بن سليم المدني أبو عبد الله الزهري مولاهم وثقة مفت عابد رمي بالقدر من الرابعة.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 384