اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 339
قال ما فعل ابني قالت ام سليم هو اسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم اصاب منها فلما فرغ قالت واروا الصبي فلما اصبح ابو طلحة اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال: "اعرستم الليلة" قال نعم قال: "اللهم بارك لهما" فولدت له غلاما فقال لي ابو طلحة احمله حتى يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فقال: "امعك شيء" قلت نعم تمرات فاخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم اخذها من فيه فجعلها في في الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله اخرجاه في الصحيحين[1].
وعنه قال مات ابن لابي طلحة من ام سليم فقالت لاهلها لا تحدثوا ابا طلحة بابنه حتى اكون انا أحدثه قال فجاء فقربت له عشاء فاكل وشرب وقال ثم تصنعت له احسن ما كانت تصنع له قبل ذلك فوقع بها فلما رات انه قد شبع واصاب منها قالت يا ابا طلحة أرأيت لو ان قوما اعاروا عاريتهم اهل بيت فطلبوا عاريتهم الهم ان يمنعوهم قال لا قالت فاحتسب ابنك.
فانطلق حتى اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لكما في ليلتكما" قال فحملت.
قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاص فاحتبس عليها ابو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو طلحة انك لتعلم يا رب انه ليعجبني ان اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج وادخل معه اذا دخل وقد احتبست بما ترى قال تقول له ام سليم يا ابا طلحة ما اجد الذي كنت اجد فانطلقنا.
قال فضربها المخاض حين قدمنا فولدت غلاما فقالت لي امي يا انس لا يرضعنه احد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما اصبحت احتملته فانطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصادفته ومعه ميسم فلما راني قال: "لعل ام سليم ولدت" قلت نعم فوضع الميسم وجئت به فوضعته في حجره قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا الى حب الانصار التمر" قال فمسح وجهه وسماه عبد الله. [1] صحيح: أخرجه البخاري في العقيقة حديث 5470. ومسلم في فضائل الصحابة حديث 2457. باب 19. من فضائل أم سليم أم أنس بن مالك وبلال رضي الله عنهم.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 339