اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 263
93- عبد الله بن مغفل، أبو سعيد رضي الله عنه.
وكان من البكائين، ومن الذين بعثهم عمر إلى البصرة يفقهونهم.
عن خزاعي بن يزيد قال أُرِيَ عبد الله بن مُغَفّل أن الساعة قد قامت والناس يعرضون على مكانٍ قال: قد علمت أنه من جار ذلك المكان نجا. فذهبت أدنو منه فقال: وراءك اتريد ان تنجو وعندك ما عندك. قال: كلا والله قال فاستيقظت من الفزع فايقظ أهله وعنده تلك الساعة عيبة مملوءة دنانير فقال يا فلانة اريني تلك العيبة قبّحها الله وقبّح ما فيها. فما اصبح حتى قسمها فلم يدع ديناراً. فلما كان المرض الذي مات فيه أوصى أهله فقال: لا يليني إلا اصحابي ولا يصلي عليّ ابن زياد.
فلما مات ارسلوا إلى أبي برزة وعائذ بن عمر ونفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فولوا
93- هو: عبد الله بن مغفل بن عبد نهم بن عفيف المزني صحابي جليل من أهل بيعة الرضوان سكن المدينة ثم البصرة توفي سنة 60.
قريبا" فكان يكون في اضيافه حتى قرأ قرآنا كثيرا فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك قال ادع لي بالشهادة فربط النبي صلى الله عليه وسلم على عضده لحى سمرة وقال: " اللهم اني احرم دمه على الكفار" فقال ليس هذا اردت قال النبي صلى الله عليه وسلم: " انك إذا خرجت غازيا فأخذتك الحمى فقتلتك فغانت شهيد أو وقصتك دابتك فانت شهيد" فاقاموا بتبوك اياما ثم توفي.
قال بلال بن الحارث حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع بلال المؤذن شعلة من نار عند القبر واقفا بها وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "ادنيا إلى اخاكما" فلما هياه لشقه في اللحد قال: "اللهم اني قد امسيت عنه راضيا فأرض عنه" فقال ابن مسعود ليتني كنت صاحب اللحد[1].
وعن أبي وائل عن عبد الله قال والله لكأني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبر عبد الله ذي البجادين وأبو بكر وعمر يقول: "ادنيا إلي اخاكما" وأخذه من قبل القبلة حتى اسكنه في لحده ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم ووليا هما العمل فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافعا يديه يقول: " اللهم اني امسيت عنه راضيا فأرض عنه" وكان ذلك ليلا فوالله لوددت اني مكانه ولقد أسلمت قبله بخمس عشر سنة[2]. [1] أنظر حلية الأولياء 372, 373. [2] أنظر المصدر السابق.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 263