اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 194
نحن والله أهل الحرب غُذينا بها ومرنَّا ورثناها عن آبائنا كابرا فكابرا نرمي بالنبل حتى تفنى ثم نطاعن بالرماح حتى تكسرها ثم نمشي بالسيوف فنضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا.
فقال العباس هل فيكم دروع قالوا نعم شاملة.
قال البراء بن معرور قد سمعنا ما قلت أنا والله لو كان في انفسنا غير ما ننطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والعباس أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد له البيعة تلك الليلة على الأنصار[1].
وعن الشعبي قال انطلق النبي صلى الله عليه وسلم بالعباس إلى السبعين عند العقبة تحت الشجرة فقال العباس ليتلكم متكلم ولا يطيل الخطبة فان عليكم من المشركين عينا وان يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم وهو أسعد يا محمد سل لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولاصحابك ما شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله إذا فعلنا ذلك.
فقال: "أسألكم لربي ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأسألكم لنفسي ولاصحابي ان تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما تمنعون منه انفسكم". قالوا فما لنا إذا فعلنا ذلك قال: "الجنة" قالوا فلك ذلك.
وعن يزيد بن الأصم قال لما كانت اسارى بدر فيهم العباس فسهر نبي الله. صلى الله عليه وسلم ليلته فقال له بعض أصحابه ما يسهرك يا نبي الله قال ابن العباس فقام رجل من القوم فارخى من وثاقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي لا اسمع انين العباس؟ فقال الرجل من القوم اني ارخيت من وثاقه شيئا قال فافعل ذلك بالاسارى كلهم[2].
وعن أنس بن مالك انهم كانوا إذا قحطوا على عهد عمر خرج بالعباس فاستسقى به وقال اللهم أنا كنا نتوسل إليك بنبينا إذا قحطنا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا انفرد بإخراجه البخاري[3].
توفي العباس يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع والله اعلم. [1] ضعيف الإسناد: أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/7. فيه الواقدي متروك. [2] ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/9. [3] صحيح: أخرجه البخاري في فضائل الصحابة حديث 3710. باب 11. ذكر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 194