اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 180
وعن عمران بن عبد الله قال: قال أُبَيُّ لعمر: مالك لا تستعملني؟ قال: أخاف أن يدنِّس دينك[1].
وعن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: عليكم بالسبيل والسنّة فإنه ليس من عبدٍ على سبيلٍ وسنّة ذكر الرحمنَ ففاضَت عيناه من خشية الله فتمسَّه النار، وليس من عبد على سبيلٍ وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من خشيةِ الله إلا كان مثله كمثل شجرة يبِس ورقُها فبينما هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتَّ عنها ورقها؛ إلا تحاتَّت عنه ذنوبه كما تحاتَّ عن هذه الشجرة ورقُها، وإن اقتصاداً في سبيلٍ وسنَّةٍ خيرٌ من اجتهاد في خلافٍ من سبيل وسنّةٍ.
وعن عبيد بن عمير، عن أُبي بن كعب قال: ما من عبد ترك شيئاً لله عز وجل إلا أبدله الله عز وجل به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله عز وجل بما هو أشد عليه منه، من حيث لا يحتسب.
وعن أُبي بن كعب أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمّى؟ قال: " تُجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عِرقٌ" فقال أبي بن كعب: اللهم إني أسألك حُمىّ لا تمنعني خُروجاً في سبيلك، ولا خُروجاً إلى بيتك، ولا مسجد نبيك. قال: فلم يُمسِ أُبيّ قطُّ إلا وبه حُمّى[2]. [1] أنظر الطبقات الكبرى لابن سعد 3/60. [2] صحيح: اخرجه احمد في المسند 11183. وأبو نعيم في حلية الأولياء حديث 849.
44- أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود.
شهد العقبة مع السبعين وبدراً والمشاهد كلها مع رسول الله وكان من الرماة المذكورين. وله من الولَد: عبد الله، وأبو عمير: أمهما أم سليم بنت ملحان.
عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرجاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.
قال أنس: فلما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ، اللهم إن أحبّ أَموالي إليَّ بيرحاءُ وإنها صدقة الله أرجو بِرَّها وذُخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بخ، وذاك مال رابح، ذاك ما رابح وقد سمعت، وأنا أرى
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 180