اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 173
قالت: ثم دعا الله عز وجل سعد فقال: اللهم إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئاً فأبقني لها، وإن كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك. قالت: فانفجر كلمه وقد كان برأ قالت: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عُمر وأنا في حجرتي، قال: فقلت: فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته[1].
وعن الحسن قال: لما مات سعد بن معاذ وكان رجلاً جسيماً جزلاً. جعل المنافقون وهم يمشون خلف سريره يقولون: لم نر كاليوم رجلاً أخف. قالوا: أتدرون لِم ذلك؟ لحكمه في بني قريظة فذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم فقال: "والذي نفسي بيده لقد كانت الملائكة تحمل سريره" [2].
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" أخرجاه في الصحيحين[3].
وعن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بثوب حرير، فجعلوا يتعجبون من حسنه ولينه. فقال: " لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل أو خير من هذا" أخرجاه في الصحيحين[4]. [1] ضعيف: أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/426. [2] حسن: أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/427- 428. [3] صحيح: أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار حديث 3803. ومسلم في الفضائل حديث 2466. [4] صحيح: أخرجه البخاري في المناقب حديث 3803. ومسلم في الفضائل حديث 2468.
33- عاصم بن ثابت بن قيس
يكنى أبا سليمان شهد بدراً وأُحداً، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حين ولىّ الناس وبايعه على الموت.
وكان من الرماة المذكورين وقتل يوم أحد من أصحاب لواء المشركين مسافعاً والحارث. فنذرت أمهما سُلافة بنت سعد أن تشرب في قحف عاصم الخمر، وجعلت لمن جاءها برأسه مائة ناقة.
فقدم ناس من هذيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يوجه معهم من يعلمهم فوجه عاصماً في جماعة، فقال لهم المشركون استأسروا فإنا لا نريد قتلكم وإنما نريد أن نُدخلكم مكة فنصيبَ بكم ثمناً. فقال عاصم: لا أقبل جوار مشرك. وجعل يقاتلهم حتى فنيت نبله.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 173