اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 164
فمنعه قومه، وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم ما بلغ فأعطوهم ما سألوا فجاء إلى كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء وألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالاً فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه وجعلوا في عنقه حبلاً ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول: أحد أحد.
وقد روي هذا عن ابن مسعود إلا أنه جعل مكان خباب المقداد.
عن زر بن حبيش، عن عبد الله، قال: كان أول من أظهر إسلامه: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سميّة، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل وهان على قومه فأعطوه الولدان فأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول أحد أحد رواه الإمام أحمد[1].
وعن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب، وهو يقول: أحد أحد، فيقول: أحدٌ أحدٌ الله يا بلال. ثم أقبل ورقة على أمية بن خلف وهو يشنع ذلك ببلال فيقول: أحلف بالله عز وجل إن قتلتموه على هذا لأتخذنه حناناً. حتى مر به أبو بكر الصديق يوماً وهم يصنعون ذلك به فقال لأميه: ألا تتقي الله عز وجل في هذا المسكين؟ حتى متى؟ قال: أنت أفسدته فأنقذه عما ترى، قال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به. قال: قد قبلت. قال: هو لك فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك، فأخذ أبو بكر بلالاً فأعتقه ثم أعتق معه على الإسلام، قبل أن يهاجر من مكة، ست رقابٍ بلال سابعهم.
قال محمد بن إسحاق: وكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى. فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال عمر رضي الله عنه: كان أبو بكر سيدنا. وأعتق بلالاً سيدنا.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بلال سابق الحبشة".
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من أذن بلال. [1] صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير حديث 1024.
اسم الکتاب : صفة الصفوة المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 164