وقال الشاعر:
أفسدت بالمن ما أسديت من حسن ... ليس الكريم إذا أسدى بمنان[1].
ومع أن المنة وتعداد الأيادي ليس من صفات الكرام ـ إلا أن ذلك يحسن ويسوغ في حال المعاتبة والاعتذار.
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ: "حالان يحسن فيهما ما يقبح في غيرهما، وهم المعاتبة، والاعتذار، فإنه يحسن فيهما تعديد الأيادي، وذكر الإحسان، وذلك غاية القبح فيما عدا هاتين الحالتين"[2].
24ـ إخلاف الوعد:
فإخلاف الوعد من الصفات الذميمة، ومن الخصال المرذولة؛ فهو شعبة من شعب النفاق، وآية من آيات المنافقين.
قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف" [3].
وكرام الناس ينفرون من هذه الخصلة، ويأنفون من الاتصاف بها.
قال المثنى بن حارثة الشيباني: "لأن أموت عطشا أحب إلي من أن أخلف موعدا"[4]. [1] عيون الأخبار 4/177. [2] الأخلاق والسير لابن حزم، ص78. [3] رواه البخاري3/162، ومسلم 59 عن أبي هريرة. [4] بهجة المجالس2/494، وتنسب هذه المقولة لعوف بن النعمان الشيباني، انظر: الأمثال لأبي عبيد ص 71.