responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 134
40ـ الاختلاف إلى أهل الحلم والفضل وذوي المروءات:
فإذا اختلف المرء إلى هؤلاء، وأكثر من لقائهم وزيارتهم ـ ولو لم يصاحبهم باستمرار ـ تخلق بأخلاقهم، وقبس من سمتهم ودلهم.
يروى أن الأحنف بن قيس قال: "كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نتعلم الفقه"[1].
ولا يلزم أن يكون هؤلاء الذين يختلف إليهم من أهل العلم، بل قد يوجد من العوام من جبل على كريم الخلال وحميد الخصال.
قال ابن حزم: "وقد رأيت من غمار العامة من يجري في الاعتدال وحميد الأخلاق إلى ما لا يتقدمه فيه حكيم عالم رائض لنفسه، ولكنه قليل جدا"[2].
41ـ وبالجملة أن ينتفع الإنسان بكل من خالطه وصاحبه:
فصاحب البصيرة النافذة، والهمة العالية، "ينتفع بكل من خالطه وصاحبه، من كامل، وناقص، وسيء الخلق وحسنه، وعديم المروءة، وغزيرها.
وكثير من الناس يتعلم المروءة ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها، كما روي عن بعض الأكابر أنه كان له مملوك سيء الخلق، فظ، غليظ، لا يناسبه.
فسئل عن ذلك فقال: أدرس عليه مكارم الأخلاق.

[1] العفو والاعتذار لأبي الحسن محمد بن عمران المعروف بابن الرقام البصري تحقيق د. عبد القدوس أبو صالح، ص 513، 514.
[2] الأخلاق والسير، ص25.
اسم الکتاب : سوء الخلق المؤلف : الحمد، محمد بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست