- وكيف يكون الحب بين الله وعباده المؤمنين؟
- إن حب الله لعبد من عبيده أمر لا يقدر على إدراك قيمته إلا من عرف من هو صانع هذا الكون الهائل وعرف الله سبحانه وتعالى بصفاته كما وصف نفسه، وخالق الإنسان الذي يعرف أنه الله الجليل العظيم الحي الدائم الأول والآخر والظاهر والباطن.
ردت حفصة قائلة وقد استشعرت روحها حلاوة ما ذكرته والدتها من قول:
- الله يا أماه، ما أعظم هذا الحب! ! .
أجابت الأم قائلة:
- نعم يا ابنتي، إن حب العبد لربه نعمة لهذا العبد لا يدركها إلا من ذاقها، وإذا كان حب الله لعبد من عبيده أمرا هائلا عظيما وفضلا غامرا جزيلا [1] فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه وتعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير [2] له هو إنعام هائل عظيم، فانظري إلى قول الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] [3] وغيرها الكثير من الآيات، ولكن علينا أن ندرك يا ابنتي أنها [1] عظيما. [2] النظير: المثيل المساوي. [3] سورة آل عمران، الآية: 31.