اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 282
الماضية كيف عفت آثارهم واضمحلت أنباؤهم فما بقى منهم إلا الذكر ولا من ديارهم إلا الرسم فسبحان من هو قادر على بعثهم وجمعهم للجزاء والعقاب
ولقد أنشدنا عمرو بْن مُحَمَّد قال أنشدنا الغلابي قَالَ أنشدني مهدي بْن سابق ... كنا على ظهرها والعيش ذو مهل ... والدهر يجمعنا والدار والوطن
ففرق الدهر ذو التصريف ألفتنا ... فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن
كذلك الدهر لا يبقى على أحد ... تأتي بأقداره الأيام والزمن ...
وأنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد الله البغدادي ... حتى متى يبقى حليف الأسى ... مستشعرا للدهر أحزانا
فلا يرد الحزن شيئا ... ولا يعتب هذا الدهر إنسانا
قد يقبل الدهر بسرائه ... طورا وقد يدبر أحيانا
فاصبر على مَا جر من حادث ... مَا زال غدارا وخوانا
وأحسن الظن بمن لم يزل ... عليك مفضالا ومنانا
وأنشدني عمرو بْن مُحَمَّد قَالَ أنشدنا الغلابي لابن أَبِي عيينة المهلبي ... ما راح يوم على حي ولا ابتكرا ... إلا رأى عبرة فيها إن اعتبرا
ولا أتت ساعة في الدهر فانصرفت ... حتى توثر في قوم لها غيرا
إن الليالي والأيام أنفسها ... عَن غيب أنفسها لم تكتب الخبرا ...
أنبأنا علي بْن سَعِيد العسكري حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الجنيد حَدَّثَنَا الحسن بْن سَعِيد الجرجاني قَالَ سمعت أبا مريم الصلت بْن كلثم يقول كانت امرأة من بني إسرائيل متعبدة وكانت تفطر كل سبت فبينما هي ذات يوم قد وضعت إفطارها بين يديها جعلت تقول محب يحب حبيبه يتشاغل بالأكل عَن خدمة محبه فيوشك أن يقدم عَلَيْهِ رَسُول حبيبه وهو متشاغل بأكله عَن خدمته فلا تقر عينه في لقائه فمكثت كذلك مدة لا تفطر قَالَ ثم وضعت إفطارها بين يديها وجعلت تقول مثل مَا كانت تقول وإذا شاب من ناحية البيت جميل
اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 282