اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 201
وأعلم أن كل امريء حيث وضع نفسه وإنما ينسب الصانع إلى صناعته والمرء يعرف بقرينه وإياك وإخوان السوء فإنهم يخونون من رافقهم ويحزنون من صادقهم وقربهم أعدى من الجرب ورفضهم من استكمال الأدب واستخفار المستجير لؤم والعجلة شؤم وسوء التدبير وهن
والإخوان اثنان فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء فاحفظ صديق البلاء وتجنب صديق العافية فإنهم أعدى الأعداء
ومن اتبع الهوى مال به الردى ولا يعجبنك الجهم من الرجال ولا تحقر ضئيلا كالخلال فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ولا ينتفع به بأكثر من أصغريه
وتوق الفساد وإن كنت في بلاد الأعادي ولا تفرش عرضك لمن دونك ولا تجعل مالك أكرم عليك من عرضك ولا تكثر الكلام فتثقل على الأقوام وامنح البشر جليسك والقبول ممن لاقاك
وإياك وكثرة التبريق والتزليق فإن ظاهر ذلك ينسب إلى التأنيث وإياك والتصنع لمغازلة النساء وكن متقربا متعززا منتهزا في فرصتك رفيقا في حاجتك متثبتا في حملتك والبس لكل دهر ثيابه ومع كل قوم شكلهم
واحذر مَا يلزمك اللائمة في آخرتك ولا تعجل في أمر حتى تنظر في عاقبته ولا ترد حتى ترى وجه المصدر
وعليك بالنورة في كل شهر مرة وإياك وحلاق الإبط بالنورة وليكن السواك من طبيعتك وإذا استكت فعرضا وعليك بالعمارة فإنها أنفع التجارة وعلاج الزرع خير من اقتناء الضرع ومنازعتك اللئيم تطمعه فيك ومن أكرم عرضه أكرمه الناس وذم الجاهل إياك أفضل
اسم الکتاب : روضة العقلاء ونزهة الفضلاء المؤلف : ابن حبان الجزء : 1 صفحة : 201